متابعة/ انتصار حسين
اعتبر فريق الدفاع عن دونالد ترامب أمام مجلس الشيوخ امس الجمعة أن الغاية من محاكمة الرئيس الأمريكي السابق هي “القضاء على خصم سياسي” ورفض أعضاء المجلس “التهمة غير الدستورية” الموجهة إليه والتي تشكل “انتقاما سياسيا”.
وتسارعت وتيرة المحاكمة إلى درجة أن أحد محامي ترامب ديفيد شون قال إنه يمكن إصدار حكم قبل الاثنين.
أنهى محامو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب امس الجمعة مرافعتهم أمام مجلس الشيوخ، منددين بمحاكمة اعتبروا أن الغاية منها “القضاء على خصم سياسي”.
وأكد بروس كاستور، آخر المتكلمين بين المحامين الثلاثة، أن الهدف من هذه المحاكمة هو “شطب (أصوات) 75 مليون ناخب وتجريم الآراء السياسية”.
واعتبر أمام أعضاء مجلس الشيوخ أنّه عبر إدانة الرئيس السابق، يريد المدعون الديموقراطيون “القضاء على خصم سياسي”.
وكان محامو ترامب استهلوا مرافعاتهم في إطار الدفاع عنه ، عبر حض أعضاء مجلس الشيوخ على رفض التهمة “غير الدستورية بشكلٍ صارخ” الموجّهة إليه والتي تشكل “انتقاما سياسيا”.
وقال المحامي مايكل فان دير فين لمجلس الشيوخ مع بدء مرافعات فريق الدفاع عن ترامبإن “التهمة الرامية إلى العزل المطروحة الآن أمام مجلس الشيوخ غير منصفة وتمثّل عملا غير دستوري بشكل صارخ وانتقاما سياسيا”،
وتابع “مثل كل مطاردة أخرى ذات دوافع سياسية شارك فيها اليسار على مدى السنوات الأربع الماضية فإن هذا الاتهام بعيد تماما عن الحقائق والأدلة ومصالح الشعب الأميركي”.
ودعا الأعضاء المئة إلى “التصويت فورا وبشكل حاسم لصالح رفضها”.
واستعرض المدعون الديموقراطيون، على مدى يومين، وقائع الهجوم الدموي في السادس من يناير، عارضين أشرطة فيديو مروّعة.
لكن في إشارة إلى أنهم يريدون الوصول في أسرع وقت إلى تصويت مجلس الشيوخ،
قال محامو ترامب إنهم سيعرضون قضيتهم في أقل من ثلاث أو أربع ساعات، علما بانه يُسمح لهم بموجب القواعد بما يصل إلى 16 ساعة موزعة على يومين.
وأضاف “كما قلتُ منذ البداية، ما كان يجب أن تحدث هذه المحاكمة أبدا، وإذا ما حصلت فيجب أن تكون قصيرة قدر الإمكان نظرا للغياب الكامل للأدلة”.
ولم يكتفِ الدفاع برفض مسؤولية موكله بالكامل عن الاعتداء الذي نفّذه مئات من أنصاره في نهاية خطابه الكبير في 6 يناير، بل اعتبر أيضا أن إجراءات العزل برمّتها لا تتوافق مع الدستور لأن ترامب لم يعد رئيسا.
وردا على سؤال عن الاستياء الذي شعر به حتى الجمهوريون بعد عرض الصور القاسية للهجوم،
قال ديفيد شون “هذا ما يحدث عندما يتم اللجوء إلى استوديو للأفلام السينمائية”،واضاف “لم يربطوا إطلاقا بين دونالد ترامب وكل ذلك”.
ويرى المدّعون الديموقراطيّون أن الملياردير الجمهوري “كان يعرف إلى أي مدى كان الوضع قابلا للانفجار” عندما كان يؤجّج غضب مؤيديه عبر الصراخ ومن دون أن يُقدم أي دليل على حصول “تزوير كبير” قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الديموقراطي جو بايدن، وبعدها.
وقال جيمي راسكين الذي يرأس فريق النواب المكلّفين توجيه الاتّهام، إن الهجوم الدموي هو “ذروة تصرفات الرئيس وليس غريبا” عنها.
وأضاف “من في هذه الغرفة يستطيع أن يصدق أنه سيكف عن التحريض على العنف لتحقيق أهدافه، إذا سمح له بالعودة إلى المكتب البيضاوي؟”.
وخشية تكرار الأمر، دعا المدعون أعضاء مجلس الشيوخ إلى إدانة ترامب لأن هذا الحكم سيتبعه على الفور تصويت لجعله غير مؤهل للترشح للانتخابات.
وما زالت آثار الواقعة ظاهرة على الكابيتول الذي يخضع لحراسة مشددة حتى الآن يؤمنها عسكريو الحرس الوطني، وهو أمر غير مسبوق على الإطلاق.
مع ذلك، ما زال ترامب يتمتع بشعبية كبيرة في حزبه، ومن غير المرجح أن يوافق 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على التصويت مع خمسين عضوا ديموقراطيين في مجلس الشيوخ لتأمين الأغلبية اللازمة لإدانته.
وقال بايدن الذي أمضى أكثر من 35 عاماً في مقاعد مجلس الشيوخ بالكونغرس، إنه “يتطلع” لمعرفة ما سيفعله “أصدقاؤه” الجمهوريون خلال التصويت الذي قد يتم نهاية هذا الأسبوع،وأعرب عن أمله في أن يتحملوا “مسؤولياتهم”.
ورفض ترامب المقيم حاليا في فلوريدا الإدلاء بشهادته،لكن صوته تردد في قاعة مجلس الشيوخ في الكونغرس حيث عرض متهموه مقتطفات عدّة من خطبه وأعادوا إظهار تغريدات له واستشهدوا بكلماته الأكثر إثارة للجدل.
وقال البرلماني تيد ليو إنه بعد فشل الشكاوى القانونية التي تقدم بهاترامبوضغوطه المتعددة على مسؤولي الانتخابات في الولايات الرئيسية “وجد (نفسه) أنه لا يملك خيارات غير عنيفة للبقاء في السلطة”.
وبعد الدفاع، يأتي دور أعضاء مجلس الشيوخ لطرح أسئلتهم كتابة على الطرفين، وتسارعت وتيرة المحاكمة إلى درجة أن ديفيد شون قال إنه يمكن إصدار حكم قبل الاثنين.
زر الذهاب إلى الأعلى
تعليق واحد