كتب / محمد مرزوق
ما يحدث بين ايران والولايات المتحدة الامريكية مسرحية اعتدنا على ابطالها سواء من الجانب الايراني او من الجانب الأخر المتمثل احيانا في اسرائيل واحيانا في امريكا .
والان تم الانتهاء من المشهد الاول في الفصل الأخير من المسرحية بتوقف الحرب على اخر 10 دقائق كما زعمت الولايات المتحدة الامريكية .
ومن الواضح براعة التمثيل واتقان وتبادل الادوار بين الاطراف المشاركة ، فنجد احيانا امريكا تمثل القوة المسيطرة على المشهد والجميع ينتظر الهزيمة الساحقة لايران وازرعتها في المنطقة ، واحيانا اخري يظهر لنا في المشهد ايران التي تمتلك القوة السياسية في اتخاذ القرار وسرعة الرد في اسقاط الطائرة الامريكية ، وهذا المشهد يذكرني بسيناريو اسقاط الطائرة الروسية التي اسقطتها تركيا ، وفي نهاية الفصل الاخير وجدنا تنسيق عسكري بين تركيا وروسيا على الأراضي السورية واستفاد كلا الطرفين بالمناورة العسكرية المشتركة بينهم ، والتي كانت تكلفتها مجرد طائرة حربية ، وحينها كان العالم اجمع يتحدث عن حرب وشيكة بين روسيا وتركيا ، ولكن خلف الكواليس كان الاستعداد للمشهد الاخير في المسرحية ، التي نحن بصددة الان ، القوات التركية تحتل جزء كبير من سوريا ، وايضا القوات الروسية تحتل جزء كبير من الاراضي السورية .
والان نشاهد نفس المشهد بين ايران وامريكا ، ولكن ليس من المنطق اسقاط طائرة حربية لاامريكا ، لكن اسقاط طائرة بدون طيار شيئ رائع ومثير ، حيث يستطيع كلا الطرفين ان يلعب دوره بجدارة امام العالم .
ايران تلعب دور القوى وفي نفس الوقت المتهور ،وأن لديها القوة والأرادة ، ولا تخشى القوى العظمى وتحالفاتها ، وفي نفس الوقت تمسك العصاية من المنتصف لأنها أسقطت الطائرة في مجالها الجوى ، وهذا يعطيها حق في اسقاط الطائرة وأنها ليس الطرف المعتدي ، وهناك مجال للتفاوض ، وانتظار العقوبات او ماشابه ، وتظهر الحكومة الايرانية لشعبها أنها قوية ولديها القدرة على اتخاذ قرارات صعبة وحتمية ، وأنها فعلا على وشك شن حرب بينها وبين أمريكا ، فتستطيع السيطرة أكثر وأكثر وتستبيح فعل أي شيئ في الشعب الايراني ، وفي المعارضة التي انتفضت منذ فترة ليست ببعيدة ، وتستطيع اغلاق ملف حقوق الانسان ومطالب الشعب الايراني نهائيا ، او الى حين وضوح الصورة بأن ايران لن تدخل في حرب ، وحينها سيكون تم الانتهاء تماما من كل المعارضين وتشكيل معارضة من الحرس الثوري الايراني ، كما حدث مع تركيا وروسيا ، واستفاد كلا الطرفين في الداخل والخارج .
أما أمريكا ، وخاصة ترامب ، فهو أمس الحاجة ولة الاولوية في أخذ دور البطولة بدلا من اسرائيل هذة المرة ، لان ترامب في الأونة الاخيرة اوشك على الانهيار ليس الأنهيار فقط ، بل كان سيتم عزلة ، بعد اثبات أن روسيا متورطة في تزوير الأنتخابات الامريكية ، وساعدت بقوة في الوصول لهذة النتيجة في الأنتخابات ، فلابد من احداث امر ضخم يهز أمريكا من جزورها في الداخل ، ولن نجد أفضل من ان الدولة على وشك الدخول في حرب ، ولكن هذة المرة ليست مجرد ارسال قوات خارج الدولة واحتلال ونهب ثروات الدول الأخري ، فالامر الذي اعتاد علية الشعب الامريكي بل أصبح يظن أن هذا حقة الشرعي والطبيعي ، ولكن هذة المرة هناك احتمال ضرب المصالح الأمريكية ، وشن هجوم على ارسائيل ، وايران تمتلك من الأسلحة التي تتيح لها فعل ذلك ، بجانب أزرعة ايران المنتشرة ، وكذلك سلاح الحرس الثوري الأيراني واحتمالية 80% عمل عمليات ارهابية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، فهنا لابد ان ينتبه الشعب لما سوف يحدث ، وخاصة ان الأمور تتصاعد وبسرعة ، فيحدث حالة ارتباك شديد داخل مؤسسات الدولة ، ومنها الى الشعب الامريكي ، الذي نسى ان باقي على الانتخابات الامريكية عام واحد فقط .
ستكون الأنتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 المقرر اجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من عام 2020 هي الأنتخابات الرئاسية الأمريكية الـ 59 التي تجرى كل أربع سنوات ، حيث استطاع ترامب وحملة الانتخابية في الفترة السابقة تمزيق الحزب الديمقارطي المنافس لة ، وجعلة بلاقيادة ، حيث استطاع الحزب الجمهوري استمرار الحملة الدعاية لترامب طوال الفترة الماضية بلا توقف ، واذا كانت الدولة على وشك الدخول في حرب ، وهذة الحرب تختلف عن سابقتها ، واحتمالية وجود خسارة ، وتعطيل وتحجيم بعض الامور ، واتخاذ قرارات لايستطيع أحد ايقافها لان الدولة في حالة حرب ، فمن هنا سوف يتجة المواطن الامريكي ،بأنة يستظل بظل الدولة ، ويجلس بجوار المدفأءه التي تشعلها الدولة ، وينضم باسرع وقت للحزب الجمهوري وهو حزب الدولة الحاكمة ، التي لابد لها من رعاية مصالح مؤيدي وأعضاء الحزب الجمهوري الحاكم .
ولا ننسي القوة الخارجية وتقوية ازرع ايران في المنطقة والتي هي من مصلحة امريكا ، وجعل جميع الازرع يشعرون بالثقة ، ورفع من روحهم المعنوية ، وأن الراعي الأساسي على وشك تكوين الأمبراطورية الفارسية ، وأن نهاية الطريق اوشكت على الأقتراب ، وتنفيذ كل مايوكل لهم بكل قوة وحسم وبدون تردد ، ويجددون العهد بالطاعة العمياء .
وكلما ذادت أزرع ايران في المنطقة وكانت قوية ، ذاد التدخل الأمريكي وذادت أعداد قواتها وانتشارها ، وفرض سياسات بعينها ، لأنها تظهر كأنها الحامي والراعي للمصالح ، وهي في الحقيقة لاترعي الا مصالحها الشخصية ، وهي تذيد الأمور تعقيدا وصعوبه لكي تظل متواجدة ، ومن خلال ذلك تستطيع اخذ ما تريد ببجاحة وغطرسة من كل الضعفاء .
وفي نهاية المسرحية كالعادة ، يظهر الجميع بمظهر البطل والقوى ، بعدما يحقق كل منهم مصالحة كاملة ، كما شاهدناها في اجزاء مع اسرائيل ، وتركيا ، وروسيا ، وكوريا الشمالية .
والمسريحات لن تنتهي .