كتبت/أميرة شعبان
نحن أمام ظاهرة تفشت في المجتمع المصري فأصبح لا يراعى فيها حرمة ولا دين ولا أخلاق وهي ظاهرة التحرش الجنسي والإعتداءات الجنسية على المرأة، وأصبح لتلك الظاهرة أثرها السئ على الفرد والمجتمع، وكان لابد لنا من البحث في أسبابها- نتائجها- طرق علاجها.
في البداية لا بد أن نعرِّف التحرش الجنسي، فالتحرش هو كل فعل أو قول أو إيحاء جنسي غير مرغوب، ينتج عنه انتهاك لجسد أو مشاعر الشخص الآخر،وهو
شكل من أشكال التفرقة العنصرية والتمييز غير الشرعية بحق الأفراد، وقد يتجلى كشكل من أشكال الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو النفسي والاستئساد على الغير.
وكل من يقوم بتصرف له طابع جنسي يسبب للآخر خوفاً أو حرجاً أو تهديداً أو أذية يعتبر متحرشاً.
من وجهة نظر القانون يعتبر التحرش دون الاغتصاب في بعض الدول جريمة موصوفة لها عقوبة خاصة، فيما يندرج في دول أخرى تحت بنود قانونية عامة كالأفعال المنافية للحشمة، وعلى وجه العموم نادراً ما يتم الإبلاغ عن حالات التحرش اللفظي أو حتى الجسدي في الدول العربية، وذلك لاعتبارات اجتماعية تتعلق بمفهوم الفضيحة والسيادة الذكورية على المجتمع.
والمتحرش هو شخص منحرف أخلاقياً ونفسياً، يقوم بالأذية اللفظية أو الجسدية بدوافع جنسية أو شبه جنسية، وبشكل إرادي أو قهري
*اسباب التحرش الجنسي*
ان اسباب التحرش الجنسي كثيرة جداً وتختلف من شخص الى اخر وفي الاغلب تكون اسباب نفسية او اجتماعية،وتربية الذكور على مبدأ الذكورية المطلقة في المجتمع ،وايضاً العوامل الاجتماعية او العائلية حيث ان التفكك الاسري غالباً ما يساهم في تعزيز نزعة “الاستقواء” على الاخر في اطار تطوير تقنيه دفاعية يحمي من خلالها الطفل نفسه
بأي شكل من الأشكال لا يمكن اعتبار أي من دوافع المتحرش مبرراً للتحرش، وإنما يفيد فهم دوافع المتحرش في إحالته إلى الجهة المناسبة لإعادة تأهيله من جهة، وفي حماية الأطفال والمراهقين من الانحراف والانزلاق إلى التحرش من خلال ملاحظة أي من المشاكل أو الأزمات التي قد تجعل منهم متحرشين في المستقبل
الدوافع الجنسية للتحرش
هناك رأيان بخصوص الدوافع الجنسية للتحرش الجنسي؛ أصحاب النظرية الأولى يعتقدون أن الكبت الجنسي والانحرافات الجنسية المختلفة تمثل الدافع الرئيسي والأهم للمتحرش الجنسي، وذلك أن الهدف من سلوكه بالدرجة الأولى هو إشباع رغبات جنسية.
ومن الانحرافات التي قد تدفع الرجال للتحرش بالنساء فرط الرغبة وإدمان الجنس، الكبت الجنسي،الضعف الجنسي الذي يجعل من التحرش بديلاً للعلاقة الجنسية السوية غير الممكنة وغيرها من الانحرافات والمشاكل الجنسية.
أما أصحاب الرأي الآخر فيرون أن الدوافع الجنسية لا تشكل العمود الفقري للتحرش الجنسي، وذلك أن المتحرش قد يتمتع بحياة جنسية جيدة مع زوجته أو حتى خارج إطار الزواج، وليس بالضرورة أن يعاني انحرافات جنسية سريرية أو أمراض تتعلق بالجنس.
وحتى المجتمعات المنفتحة جنسياً لم تكن بعيدة من انتشار ظاهرة التحرش الجنسي، ففي أميركا وكندا تتعرض واحدة من كل ثلاثة سيدات إلى التحرش، وبناء على ذلك ينظر إلى الإدمان على التحرش أنه يستند أكثر إلى عوامل نفسية واجتماعية، تعالوا نتعرف أكثر على هذه العوامل.
الدوافع النفسية والاجتماعية للتحرش
تتشابك العوامل النفسية والاجتماعية بطريقة درامية معقدة لتنتج المتحرش، حيث يأتي تساهل المجتمع مع الذكور المتحرشين وتحميل الإناث ذنب تعرضهن للتحرش كدافع رئيسي للمتحرش، وقد رأينا في الفترة الماضية بعض الدعوات الشاذة التي تشجع الشباب على التحرش بحجة التصدي للباس غير اللائق!.
لكن وفي نفس الوقت لا يستغل هذا التساهل والتراخي الاجتماعي إلا شخص منحرف أخلاقياً ويفتقر إلى أدنى القيم الإنسانية والأخلاقية.
والسيطرة الذكورية في المجتمع تجعل الرجل ينظر إلى المرأة كسلعة جنسية من حقه أن يعاينها ويختبرها ويرمي لها الطعم لعلها تسقط في مصيدته ويكون ذلك مشروعاً بالنسبة له.
من جهة أخرى تنظر مجموعة الرجال إلى المتحرش نظرة إعجاب، ويتبادلون الضحكات عندما يقوم بلمس امرأة في الشارع أو يلقي بنكاته السخيفة، ذلك طبعاً ما لم تكن هذه المرأة أمهم أو أختهم أو زوجتهم!!، وهذا الإعجاب المتبادل بين مجموعة الرجال والمتحرش يجعل من التحرش طريقة لإثبات الذات والاندماج الاجتماعي.
أخيراً وليس آخراً، يتبع بعض الرجال أسلوب التحرش الجنسي كانتقام من المرأة، فيصطادون المرأة الناجحة ويضايقون زميلتهم في العمل لأنهم لم يتمكنوا من مجاراتها أو إثارة انتباهه
اما الاسباب النفسيه حيث يعاني المتحرش الجنسي عادةً من نقص في الثقة بالنفس وهو بالتالي يجد نفسه اقل مكانه من الاخرين..،
وبتعبير اخر ان المتحرش الجنسي يعاني من خلل نفسي عززته عوامل اقتصاديه واجتماعية
اما عن اسباب تكتم الفتاة لهذهِ الظاهرة فهي بالتاكيد لان المجتمع العربي الشرقي هو مجتمع ذكوري بحت وبسبب العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع العربي اليوم لذلك فأن من الصعب جداً على الفتاة ان تفصح عن تعرضها للتحرش من قبل ضعفاء النفوس.
*مراحل التحرش:_
1) مرحلة التفكير: وفي هذه المرحلة يبدأ المتحرش في البحث عن حافز يدفعه لممارسة التحرش والاعتداء الجنسي، وغالبًا ما يكون هذا الحافز متمثلاً في: – حصوله على استثارة جنسية من فعل التحرش. – عدم قدرته على الحصول على نفس القدر من الإشباع الجنسي بطريقة سوية.
2) مرحلة إعطاء الإذن: وإعطاء الإذن هنا يقصد بها إعطاء العقل إذنًا للمتحرش بالشروع في ممارسة الفعل ذاته، ومن أجل هذا يكون على المتحرش تجاوز بعض القيم الداخلية سواء دينية أو اجتماعية والتي يُفترض بها منعه من التحرش. وغالبًا تتضمن هذه المرحلة سيطرة بعض نماذج التفكير على المتحرش مثل: – تجاوز الموانع الدينية بالنظر لنمط ملابس معين واعتباره مبررًا للتحرش. – تجاوز الموانع الاجتماعية بالنظر لضغوط اجتماعية واعتبارها مبررًا للتحرش. – التحجج بعدم القدرة على السيطرة على النفس. – التحجج بأن الضحية كانت تتصرف بطريقة ملفتة. إلى آخر هذه الحجج التي نسمعها من بعض ذوي العقول المريضة على التلفاز، ربما الآن أدركنا أن هذا جزء من تفكيرهم كمتحرشين ومدافعين عن التحرش بشكل عام!!
3) مرحلة تجاوز مقاومة الضحية: وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الفعلية للتحرش حيث يبدأ المتحرش في مهاجمة الضحية والاعتداء عليها في سعي للقضاء على مقاومتها، وتتنوع وسائل تجاوز مقاومة الضحية لتشمل: – التهديد اللفظي والابتزاز خوفًا من الفضيحة. – التهديد بالأسلحة. – السيطرة العنيفة على الضحية بالضرب والاعتداء البدني. – السيطرة على الضحية باستخدام مخدر. – القتل ويعتبر أشد درجات تجاوز مقاومة ضحية التحرش.
مواجهة التحرش الجنسي
كيف أواجه التحرش الجنسي وأدافع عن نفسي؟
من وجهة نظرنا ونعتقد أنه اتجاه عام؛ الأجدى أن نقدم لضحايا التحرش المحتملين أدوات الدفاع عن أنفسهن وحماية أجسادهن ومشاعرهن من المتحرشين بدل أن نعمل على توعية المتحرش، هذا لا يعني بالطبع ألا نقدم للمتحرش ما يساعده للإقلاع عن هذا السلوك بالتزامن مع العقوبات الرادعة، لكن الأسهل والأسرع أن تتمتع الضحية المحتملة بالقدرات والمعارف التي تساعدها على مواجهة التحرش.
الدفاع عن النفس
هناك الكثير من تقنيات الدفاع عن النفس التي يجب أن تتعلمها المرأة للحماية من مراحل التحرش المتقدمة التي قد تصل للاغتصاب، حيث تقوم بعض الأندية الرياضية بتعليم السيدات والفتيات حركات قتالية خاصة تتميز بالسرعة والفاعلية والاعتماد على التقنية أكثر من الاعتماد على القوة البدنية، وذلك بهدف الدفاع عن النفس وردع المعتدي، حيث تكون هذه الحركات كفيلة بإنقاذ حياتهن.
كما يجب أن تحمل كل سيدة معها بعض الأدوات الخاصة للدفاع عن النفس، مثل بخاخ العيون والعصا الكهربائية وغيرها من وسائل الدفاع عن النفس، التي لا تعتبر أسلحة بقدر ما تعتبر أدوات لكف الأذى.
اللجوء إلى القانون
كي لا نكون منفصلين عن الواقع، يجب أن نعترف أن بعض الدول العربية لا يمكن اللجوء للقانون فيها، لأن القائمين على تنفيذ القانون قد يتحولون لمتحرشين بدورهم إذا أتتهم سيدة جميلة تشتكي من التحرش!.
لكن على وجه العموم؛ يجب أن تعرف كل سيدة وفتاة موقفها القانوني في بلادها، وفي مكان العمل، وكيفية تعامل الضابطة العدلية والسلك القضائي مع المتحرشين.
الابتعاد عن الأماكن المناسبة للتحرش
لا بد أيضاً أن تتجنب الفتيات والنساء الدخول في الشوارع المظلمة أو المشهورة بالتحرش، كما لا بد من تجنب الاختلاء بأشخاص مجهولين أو مثيرين للشك في بيئة العمل أو غيرها.
الإخبار والتصريح
يجب أن تمتلك الضحية الجرأة على فضح المتحرش، وأن تتمسك بحقها في الدفاع عن نفسها، وأن تواجه بشجاعة كل من ينظر إلى الضحية على أنها الجلاد.
المشاركة في الحملات الأهلية للقضاء على التحرش
تنظم المجتمعات النسوية والمنظمات الإنسانية حملات توعية تهدف إلى محاربة التحرش الجنسي، والمشاركة في مثل هذه الحملات والنشاطات يعتبر خطوة في سبيل حماية المشاركين أنفسهم من التحرش.
كما يمكن المشاركة في الحملات التي تطالب بإعداد قوانين رادعة وعقوبات فعلية للمتحرش.
كيفية معالجة ظاهرة التحرش الجنسي:…
ان معالجة التحرش الجنسي كمشكله اجتماعيه عامة هو مهمه مستحيله،لكن التعامل مع الآفة خطوة تلو الاخرى قد يحد من سرعة انتشارها..
البداية تكون من العائلة وهنا يأتي دور الجمعيات المعنيه بحقوق الانسان والمرآة والطفل والمؤسسات الاجتماعية التابعة للحكومات..
اما على الصعيد الفردي فالمتحرش وفق المفهوم العلمي هو شخص مريض يحتاج الى علاج نفسي برفقه تواصل عائلي صحي يقوم من خلاله الاهل بالحديث بشكل منفتح عن التحرش…
اما عن الحديث عن حملة “انا ايضاً” Me Too العالمية لكشف ومواجهة التحرش الجنسي هي حملة مهمه جداً لتساعد الفتيات في الافصاح عن حكاياتهن ومواقفهن مع التحرش عن طريق هاشتاج يطلق على مواقع التواصل الاجتماعي.. الحمله التي امتدت من الولايات المتحدة الامريكيه حتى وصلت الى العالم العربي في القاهرة…
جهود المجلس القومى للمرأة فى مواجهة ظاهرة التحرش
إعداد الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة.
· إعداد قانون متكامل لمناهضة العنف ضد المرأة و الذي تم الاستعانة ببعض مواده ضمن الجزء الخاص بالتحرش لتصبح فقرتين في قانون العقوبات الذي أصدره الرئيس السابق عدلي منصور.
· قام المجلس بتخصيص خط ساخن يعمل على مدار 24 ساعة لتلقى شكاوى التحرش.
· المجلس كان حريص على الاتصال والتعاون مع الحركات المناهضة للتحرش ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية لمتابعة الموقف وللتعرف على الحالات المبلغ عنها لاتخاذ كافة التدابير وتقديم المساندة القانونية للسيدات في حالة الاتجاه لرفع دعاوى قضائية.
· قام المجلس بعدد من حملات توعية لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة من خلال الإعلام والتعليم والوعي العام ، وتهدف هذه الحملات إلى العمل على تغيير الثقافات والممارسات المجتمعية لنبذ العنف ، وحشد وسائل الإعلام والقائمين بالخطاب الديني، وتوجيه الشباب نحو نبذ العنف ضد المرأة والفتاة.
· كما جاء قيام وزارة الداخلية باستحداث وحدة متخصصة بقطاع حقوق الإنسان بالوزارة استجابة لمطالب المجلس والتي تهدف إلى مواجهة العنف ضد المرأة من خلال تعيين ضابطات شرطة بالوحدة تقوم بالتنقل بالمحافظات لفحص الوقائع المتعلقة بشكاوى العنف.
الموضوع لايحتاج تعليق هذا الموضوع مذهل وشكرا لمن كتب هذا الموضوع فهو قادر على ايصال الفكره من كل النواحى الممكنه فلا تعليق على هذا الموضوع غير أنه مذهل واتمنى لمن كتب هذا الموضوع نجاحا باهرا ومستقبلا مشرقا بإذن الله