كتبت /حسناء ممدوح /محافظة قنا
(كفيفة)
صوت الكفيف ليس له صدى في آذان المسؤولين :
في مقالي الأول, عصفت ذهني ورأيت أن أتناول مشكلة تعيق كل طالب كفيف داخل كليات جامعة الأزهر، ألا وهي شروط المرافق في الامتحان.
فدائما ما يكون صوت الكفيف ليس له صدى في آذان المسؤولين، فلا أدري سبباً لكل هذه الشروط التعجيزية ليتم توفير مرافق لنا نحن طلاب جامعة الأزهر!
والمرافق المقصود، هو شخص يكتب للكفيف في الامتحان، فدوما يصطدم بشروط تقيّده، مثل المؤهل الدراسي الذي يجب أن يكون أقل من متوسطا أو متوسط، مما يجعله ضعيفا في الكتابة والقراءة، وهذه معضلة صعبة، وهذا ما يجعل أستاذ المادة يحاسب عند التصحيح على الأخطاء الإملائية التي لا ناقة لنا فيها ولا جملا، بسبب اللوائح والقوانين العقيمة!
واذا تعذّر على الطالب إيجاد مرافق من خارج الكليه فإنه ينبغي عليه أن يتقدم بطلب الى الكلية، التي تستجيب له وتوفر أحد الموظفين من شؤون الطلبة بها، لكن مع الأسف نجد من بعضهم سوء المعاملة الأخلاقية، “إلا من رحم ربي”، فهم دوما في عجلة من أمرهم لإنهاء اللجنة والعودة إلىمنازلهم سريعا…!
وأيضا من ضمن مشاكل الكفيف التي تعيقه كثيرا :
عدم توافر الوقت الكافي لدى الطالب في امتحانات الكمبيوتر، لأن امتحانات الكلية بها تطويل مبالغ فيه، فلا يتسع الوقت المحدد للطالب في الامتحان على الكمبيوتر للإجابة عليه كله.
لذا فإنه يؤمل أن يزيد الوقت المخصص للامتحان، لكي يمتحن الطالب الكفيف على كمبيوتر بنفسه، ولا يضطرونه للجوء إلى المُرافق أو موظف شؤون الطلبة، فكل ما يؤديه هذا او ذاك في لجنة الامتحان هو قراءة السؤال له وكتابة الإجابة التي يمليها عليه الطالب، وذلك في كل مادة.
وقد يحتاج الكفيف أحيانا إلى ضبط الكلمات بالتشكيل، خاصة بالنسبة لدارسي اللغة العربية، ونادرا ما يجد في المرافق الخبرة الكافية لكتابة الحروف العربية أصلا، فضلا عن تشكيلها المضبوط!
كما يحتاج الكفيف لإدراج كلمة إنجليزية في في نَص الإجابة للاستدلال على أمر ما، وعندها قد لا يجد في المرافق القدرة على كتابة اللغة الأجنبية!
وفي هذا الإطار أيضا يواجه الطلبة المكفوفون عدة مشاكل مع مرافقيهم في نطق أو كتابة بعض اللغويات، نظرا الى تدني مستوى المرافق بسبب شروط الجامعة المتعلقة بمؤهلات المرافق الدراسية، وهو ما لا يتناسب مع المهمة المكلف بها ، مما يؤثر على تقدير الطالب في نهاية العام، وربما يترتب عليه الإخفاق في تقدير الطالب بطريقة سليمة.
وبناء عليه نطالب المسؤولين ورئيس الجامعة بالآتي:
1- السماح بأن يكون المرافق حاصلا علي مؤهل فوق المتوسط، حتى يكون مستواه مناسبا في كتابة وقراءة الأسئلة وتنظيم ورقة الإجابة وتنسيقها.
2- توفير ساعات كافية للامتحان على الكمبيوتر، نظرا لطول الأسئلة، فلا تكفي الساعات الثلاث بالنسبة للطالب الكفيف، ونرجو أن تكون أربع ساعات بدلا من ثلاث.
٣ـ ونريد توفير دورات كمبيوتر كافية لإجادة التعامل مع الكمبيوتر بطريقه صحيحة، ليمتحن الطالب الكفيف على الكمبيوتر بمفرده بدلا من المرافق.
فلا أحد يدري كم يعاني المكفوف من تعب في إيجاد المرافق المناسب…
وعلى الجانب الآخر، يحاسب الطالب على جودة الخط والأخطاء الإملائية، وهذا يؤثر على تقديره العام في النتيجة.
نحن نتمنى وجود مرافق ذي مؤهل مناسب يجيد الخط والتنسيق ويراعي الكتابة الإملائية الصحيحة، ليأخذ الممتحن الكفيف درجته المستحقة، بلا ظلم ولا تزوير لجهده وبحثه…
- السادة الكرام :
الطالب الكفيف ولد ولم يختر إعاقته بنفسه، فهذه إرادة الخالق سبحانه، أفنُحاسب على ذنب لم نقترفه؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى سوف تظل معاناة الطالب الكفيف مستمرة داخل الجامعة ولمصلحة من؟ أليس من واجب الجامعات أن تكون من أولى الجهات التي تولي المكفوفين من طلابها اهتماما يسهل عليهم إكمال مشوارهم التعليمي؟!