قاهرة الظروف والتقاليد بأسيوط
فتاة تتحدى الظروف فوق الرصيف
أسيوط / نجوى راغب
في صورة جديدة ومختلفة لأنواع تحدي الظروف وقهرها ، تقف سمر جمال فوق رصيف أعلى الترعة الأبراهيمية بأسيوط لتضرب أروع الأمثلة في عدم الأستسلام والتحدي للظروف الأقتصادية الصعبة التي تجتاح محافظة أسيوط تحديدا” حيث أنها صُنفت من المحافظات الأكثر فقرا” .
سمر جمال زهرة متفتحة في مقتبل العمر تخرجت من معهد الخطوط بأسيوط ولم تنتظر في بيتها للعريس الذي سوف يأخذها لتكوين حياة زوجية مستقرة . بل أنها لم تطلب وساطة لتلتحق بأي وظيفة تحتفظ فيها بوضعها كأنثى .
بل الأكثر من كل هذا وذاك هو أنها لم تقف عاجزة أمام تقاليد الصعيد بصفة خاصة . ولم يمنعها الخوف في مواجهة المشكلات من أنها تقف على الرصيف رافعة راية التحدي
أشتغلت بالأعمال والحرف اليدوية وصممت أجمل أكسسوارات نسائية وميدليات وأشكال مختلفة من السبحة وغيرها من الأشكال البسيطة والجميلة
وفوق السور الحديدي لكورنيش الترعة الابراهيمة أفتشرت مشغولاتها اليدوية بكل أشكالها الجميلة دون أن تكون عائق للمارة ودون أن تأثر بأي شكل سلبي على الطريق أو المظهر العام له . بل أنها أضافت لمسة جمالية للمكان .
تقابل الجميع بأبتسامة هادئة جميلة وبصبر أكبر وأجمل . لا تتذمر من شيء بالرغم من أن مشغولاتها تتعرض للسقوط في الناحية الأخرى من الكورنيش وقد يفقدها ذلك بعض المشغولات وتتعرض للخسارة ومع ذلك لم يقف هذا كله عائق أمامها .
سمر جمال أبنة قرية بني مر تلك القرية الغنية عن التعريف فهي بلدة الزعيم الغائب الحاضر جمال عبدالناصر .
لم تخاف ولن يهزمها مضايقات الشباب ولم تلقي بالا” لتلك المفاهيم الخاطئة التي قد تراود البعض . بل أنها وقفت بكل عزة وشموخ ضاربة بكل المخاوف والمعتقدات الخاطئة عرض الحائط .
وفي الوقت الذي يترنح فيه الكثير من الشباب على المقاهي بحجة ليس هناك وظائف . خرجت سمر لتفرض طوحها على سور الكورنيش وعلى الشارع وعلى الظروف الأقتصادية نفسها .
تحية إليك أيتها الفتاة البسيطة الرائعة
تحية إلى طموحك الراقي والمحترم والجميل
تحية إلى عدم أستسلامك وأنتظارك لمساعدة البعض .