كتب / محمد محمود مرزوق
الثورات الملونة هدفها دائما تنظيم الانقلاب على السلطة مع تصوير ذلك كظاهرة احتجاج عفوية وكفعاليات جماهيرية عفوية للعصيان المدني ، والشرط الضروري والحتمي لنجاح الثورة الملونة زعزعة الاستقرار السياسي والذي يمكن أن يتحول إلى أزمة سياسية تامة .
والمقصود بالثورة الملونة هي مصطلح يطلق على أعمال التحركات والتظاهرات الشبابية المنظمة التي يحمل فيها المتظاهرون اعلاما وشارات ذات لون مميز تعرف به ، على أن لا تستعمل فيها الأسلحة ، والذي يميزها عن غيرها هو أنها سلمية ، وهناك كثير من الثورات الملونة مثل الثورة البرتقالية في اوكرانيا .
وتشترك الثورات الملونة جميعا في عدة معطيات وخطوات مبدئية.
١_ تقوم هذة الثورات في دولة نظامها مستبد ، لكنة يسمح بتعددية شكلية ، يحاول أن يخترق المعارضة ويصنع معارضية حتي تكون المعارضة محكومة ولها حدودها .
٢_ تبداء الثورات بدفع من وسائل الإعلام الخاصة ، تمحور برامجها حول الحريات وقضايا الفساد والاهمال في النظام القائم .
٣_ توغل نشطاء المجتمع المدني داخل البلد المستهدف تحت غطاء منظمات غير ربحية ومساعدات إنسانية .
٤_ مظاهرات مليونية شعبية ، وسلمية ، واعتصامات ، كبيرة في أحد الميادين الكبرى والمحورية في العاصمة .
٥_ تجنب أي صدام عسكري بين الثورا والنظام القائم ومحاولة تحييد قوات الجيش والشرطة.
الثورات الملونة لايوجد لها فكرة معينة يريد القائمون عليها التحول إليها ، ولكنها مجرد التغيير في الأشخاص ، وخاصة الذين انتهى دورهم في وقت معين ، وأصبح غير مرغوب فيهم للإستمرار في هذا المكان لأسباب أو لاخري ، علاوه على ذلك لا نجد للثورة الملونة نخبة تديرها ولكن هذا النخبة تظهر في خضم الأحداث .
أما من يبدأون هذة الأحداث أو هذا الحراك السياسي ، فلا تجدهم من الطبقات الدنيا ، ولا من القاع المجتمع ، ولا من أولائك الذين تم التأثير على اساسيات حياتهم ، مثل الطعام والعلاج ، ولكن يكونو من الطبقة المتوسطة ، أو الاعلى والذين بإمكانهم أن يستخدمو ووسائل التواصل الاجتماعي باختراف ومهنية عالية جدا ، لان هذة الطبقة يتم من خلالها بدء الثورات الملونة .
هذة الثورات الكاذبة التي تأتي الي السلطة بأنظمة رجعية معادية للشعب عادة تحت ألوان ان لم تكن حمراء فقريبة من الأحمر كمثل ثورتي الورد والبرتقال في جورجيا واكورانيا .
ومعلوم أن الثورة الحقيقية هي تلك التي تجئ إلى السلطة بطبقة أكثر تقدمية تنقل المجتمع من حال التخلف والركود والظلم الاجتماعي ، إلى حال الانعاش الاقتصادي ، والمذيد من العدالة الاجتماعية .