كتب / محمد عزب
لعل مسيرات العودة الكبرى التي نفذتها القوى الوطنية في قطاع غزة، على مدى أسابيع متواصلة، قد أسهمت بشكل كبيرفي التذكير بالقضية الفلسطينية ، وأعادت القضية الفلسطينية فى مقدمة قضايا الأمة التى تنتظر التحرك العربى الموحد لإيجاد حلاً لها ،رغم أننا لم ننسى أبعاد هذه القضية ، فقد أرضعونا منذ الطفولة كُره إسرائيل ، وعلمونا أن إسرائيل هى العدو الأول للشعوب العربية، ولكن مع إنشغال الدول العربية بما يحدث لها إحتاجت الى التذكير عدة مرات بعمق هذه القضية ، فكانت هذه المسيرات جرس الإنذار للعرب بأن الصهاينة الذين تحايلوا بكل الطرق لكى يقتطعوا جزءا من فلسطين رغم أنف الجميع لتكون وطنا قوميا لها، لم يكونوا يوماً ما على استعداد لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين كما توهم العرب ، فالنخب السياسية فى وطننا العربى كانوا على استعداد لتحقيق مصالحة تاريخية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في عام 1967 ، وكنا سندعمهم إذا كانت هناك محادثات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة لإنهاء عقود من الصراع إذا ضمنت إسرائيل قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران “يونيو” عام 1967م، ولكن يبدو أن تحرير العقل العربي أصعب من تحرير فلسطين ، فاستيعاب العرب جاء متأخراً عندما ظهر الوجه الإسرائيلي بأبشع صورة، وقيامه بعمليات قتل متعمد للشعب الفلسطينى وذلك بإطلاق الرصاص على المدنيين دون شفقة ولارحمة ، ولكننا فى ذلك الوقت لا نُعول الإ على وعى وثقافة الشباب العربى وعلى تكاتف الجهود العربية للوصول إلى الوحدة العربية لا لشئ إلا إن هذه الوحدة هي أملُنا في تحرير فلسطين وفى عودة حقوق الشعب الفلسطينى، ونحن على ثقة بأن مسيرة النصر سوف تستمر حتى يرفرف العلم الفلسطيني في سماء القدس وفي كل فلسطين.