لعلنا لم نتوقع يوماً ما أن حركات المقاومة التى تأسست فى بلداننا العربية والذى وجدت دعماً واسعاً وترحاباً كبيراً سواء من الشعوب أو الحكومات العربية سوف تُصبح فيما بعد أداه من أدوات الهدم التى تعطل تقدم الدول ، فمن منا كان يتوقع أن جماعة مقاومة مثل حزب الله والتى وضعت لنفسها أهدافاً نبيلة منذ تاسيسها ووضعت نُصب أعينهها طرد المحتلين لبلادها ووضع حد لأي كيان استعماري على الأراضى اللبنانية، وسعت نحو تحقيق هذا الهدف بالقوة العسكرية ، واحتضنها الشعب وأقدم الحزب على العمل لزيادة شعبيته من خلال مجموعة الخدمات التى قدمها للشعب اللبنانى مثل إقامة المدارس والجمعيات الخيرية التي تعنى بأسر الجرحى والشهداء، ومن هذه المؤسسات مؤسسة جهاد البناء،والهيئة الصحية الإسلامية ،وجمعية القرض الحسن وغيرها من المؤسسات، وكان لذلك عظيم الأثر فى نفوس المواطنين وظهر ذلك عندما فاز الحزب في أول انتخابات برلمانية يشارك فيها في عام (1992م) بـ 12 مقعداً وكان هذا هو أكبر عدد من المقاعد تفوز به كتلة حزبية منفردة،وجدناها هى نفسها التى تدخلت بعد ذلك بطريقة استعمارية فى بعض الدول العربية ، وظهر ذلك جليا فى التدخل السافر للحزب فى الشأن السورى ، ففي العام 2011 دعم حزب الله النظام السوري ضد الثورة ، ولم يكتفى بذلك فقد اعلن الحزب فى عام 2013 تدخله عسكريا فى الحرب القائمة فى سوريا ووقوفه جنباً الى جنب مع قائد النظام السورى بشار الاسد ، وأصبحت بعدها الجماعة فى موقف حرج وذلك بعد تصنيف مجلس دول التعاون الخليجى لها بأنها جماعة إرهابية ، ولم يقتصر وصف الجماعة بالارهاب من قِبل مجلس التعاون الخليجى فَحسب بل تعددت الأطراف التى تصف هذه الجماعة او هذا الحزب بالارهاب ، فجامعة الدول العربية صنفت ايضاً الحزب بأنه منظمة ارهابية وأيضا أصبحت دول أوربية مثل فرنسا وهولندا ونيوزيلندا وكندا تطلق هذا الوصف على الحزب بأكمله وليس على الجناح العسكرى فَحسب، وهذا مالم نكن نتمنى أن يحدث فى يوم من الايام بالرغم مما يفعله الحزب من ممارسات نرفضها وما يقوم به من جرائم فى حق الشعب السورى وشعوب عربية أُخرى ، لاننا كشعوب عربية نسعد كثيراً عندما نجد التاريخ يُخلد أسماء حركات المقاومة التى يكون هدفها تحرير الاوطان من أيدى المحتلين ،وحتى نكون منصفين فيما نقول نجد كتب التاريخ يحفظ اسم حزب الله كحزب مقاوم استطاع أن يلحق هزائم كبرى بالجيش الاسرائيلى وأن يعقد معه عددا من الصفقات الناجحة لتبادل الأسرى، والسؤال الذى وجب أن يُطرح الان هل سيعود الحزب لرشده ويَظل محتفظاً بشعبيتة وبتاريخه ويخلد أسمه كجماعة مقاومة أم سيواصل تدخله فى الشئون الداخلية للدول العربية وأن يكون أداة من أدوات احتلال ايران للمنطقة العربية وعلى ذلك سيوجه استراتيجيته ؟ وايضا السؤال الأهم هل ستظل الحركات المقاومة فى حالة عدم التوازن بين أهدافها وممارساتها ؟ نرجو أن نجد الإجابة من هذه الجماعات ، فنحن نترك لهم حرية الاخيار بين التمسك بالاهداف النبيلة وبين البعد عنها بما يقومون به من ممارسات.
شاهد أيضاً
إغلاق
-
ميشيل الجمل أميناً لتنظيم ” مستقبل وطن ” بمدينة جرجا بسوهاج7 ديسمبر، 2024