بقلم / هدير الحسيني
الرحمة أجمل كلمة وأعظم معني
لو طبقت بمعناها الحقيقي لانطوى تحتها العالم باسره ويكفي هذه الكلمة من العظم أن الله سبحانه وتعالي اختص بها ذاته واشتق منها اسمين من أسمائه الحسني (الرحمن والرحيم) والرحمة بمعناها الواسع لا يدركه الكثير فهي لا تقتصر على مخلوق بعينه بل تشمل كافة المخلوقات. فما رأيك عزيزي القارئ فيما نراه اليوم من تعذيب وقتل مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة وبأي قلب انعدمت منه الرحمة تخرج حملات القتل والسم المحرمة دولياً للحيوانات الضالة التي هي أحوج إلى الرعاية والعطف مثل الكلاب والقطط وخلافه أو صيدها لتصديرها إلى دول أخرى تستخدمها استخداماً غير آدمي ، هل نملك من القسوة والجهل ما يجعلنا نتناسى أن هذه المخلوقات من صنع الله عز وجل شأنها شأن الإنسان قال الله تعالى: }وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ{ )الأنعام: 38 .(وأن لله في خلقه شئون فلم يخلق الله سبحانه وتعالى أي من هذه المخلوقات بكافة أنواعها وأشكالها عبثاً بدون فائدة }تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) {الإسراء: 44) فمن هذا الإنسان الذي ينصب نفسه على الكون فيقتل هذا ويحي ذاك ، وقد نرى أن الكلب الذي يهاجمه الإنسان ويتهمه بالوحشية فهو يحمل صفة من أهم الصفات التي يفتقدها هذا الإنسان وهو الوفاء الذي ليس له حدود غير أنه يستفاد منه في الحراسة وحماية الأشخاص والمنشآت وكذا كافة المخلوقات.
أنسينا أم تناسينا تعاليم ديننا الحنيف وكافة الأديان السماوية التي تحث على الرحمة بالحيوان.
أولم نقتدي برسولنا الكريم الذي أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين…
(عندما ذهب صلى الله عليه وسلم لفتح مكة بصحبة جيش الصحابة وجد فى الطريق كلبة ترضع صغارها فظهر الفزع عليها فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتحويل مسار الجيش كله بعيدا عن الكلبة حتى لا يفزعها ويروعها).
(وذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه فجاءت هرة ونامت فوق عباءته ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم من مجلسه قطع عباءته حتى لا يزعجها).
ومن الانجيل…
“لا تنظر حمار اخيك او ثوره واقعا في الطريق وتتغافل عنه بل تقيمه معه لا محاله” (تثنيه22:4)
“الصديق يراعي نفس بهيمته” (أمثال 12:10)
إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء