وزير الخارجية اليوناني يزور مصر خلال أيام
ترسيم الحدود بين مصر واليونان خلال أيام
متابعة / محمد مرزوق
وزير الخارجية اليوناني يزور مصر خلال أيام ،، وربما يوقع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين كما فعل مع إيطاليا ،، فلماذا الإسراع في توقيع الإتفاقية
اليونان تعتبر من أكبر الدول في البحر المتوسط من حيث المنطقة الاقتصادية الخالصة EEZ.
بسبب امتلاكها عدداً كبيراً من الجزر المأهولة بالسكان، واتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار -وهي المنظمة لترسيم الحدود البحرية عالميا- تعطي الجزر المأهولة منطقة اقتصادية كاملة.
– تعريف الجزيرة حسب المادة 121 من الاتفاقية :
الجزيرة هيا تكوين طبيعي من الأرض محاطة بالماء من جميع الجهات وترتفع عن سطح البحر في حالة المد المرتفع ويسري عليها أحكام الاراضي الأخرى من ناحية الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة. أما الصخور التي لا يمكن إعاشة الانسان عليها فلا تمتلك منطقة اقتصادية خالصة، وبمعنى اخر، فإن الجزر تعامل معاملة الأراضي الشاطئية ما دامت قابلة لإعاشة البشر.
وتستند اليونان على تلك المادة في حجم منطقتها الاقتصادية الكبيرة في شرق المتوسط بسبب امتلاكها عدداً كبيراً من الجزر متنوعة المساحات، مثل جزيرة كريت وجزيرة رودوس القريبة للغاية من السواحل التركية، وهذا سبب اعتراض ورفض تركيا توقيع اتافقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان، بل ورفضت حتى أن توقع على اتافقية الأمم المتحدة لأعالي البحار، حيث انه ترى أن الجزر لا حق لها في منطقة اقتصادية خالصة، بسبب اقتراب الجزر اليونانية من سواحلها، كمجموعة جزر دوديكانيسيا واكبرها جزيرة رودس سالفة الذكر.
تمتلك إيطاليا أيضا عدداً كبيراً من الجزر في البحر المتوسط والبحر الإدرياتيكي ولكن أهمها تقع في البحر المتوسط مثل جزيرة صقلية وسردينيا.
وتأتي اهمية الاتفاق أنه إقرار بقانون أعالي البحار والاعتراف بامتلاك الجزر منطقة اقتصادية خاصة، على عكس الاتفاق الغير شرعي بين السراج واردوغان، والذي يجردها من حقها في الجرف القاري والمناطق الاقتصادية، والذي قُوبل برفض إيطالي ويوناني لأنه سيجردهم من مناطق اقتصادية ذات مساحات كبيرة.
ورغم أن إيطاليا لا تملك حدوداً بحرية مع تركيا، إلا أنها ستضرر هي الأخرى في حال الاعتراف بالاتفاق التركي-الوفاقي لأنها تملك حدوداً بحرية مع العديد من الدول وهي اليونان وفرنسا وتونس والجزائر، وكذا دول البلقان. وستتركز أضرارها بالمناطق الاقتصادية للجزر مثل صقلية وسردنيا والجزر البلاجية بالقرب من تونس.
أما مصر فتأتي استفادتها في إسقاط اتفاق السراج وإردوغان، والذي سيتسبب في أزمة حقيقية في شرق المتوسط مع قبرص واليونان.
وكانت القاهرة وأثينا قد اتفقتا منذ أشهر عدة على الإسراع في ترسيم الحدود البحرية بينهما، وتأتي الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية اليوناني للقاهرة والمُقررة يوم 18 من يونيو الجاري في وقت بالغ الأهمية بعد ترسيم الحدود بين بلده وإيطاليا، والتي إذا ما كُللت باتفاق نهائي لترسيم الحدود البحرية مع مصر، فستكون بمثابة الضربة القاضية لأحلام اردوغان في تعديل قانون البحار المعمول به منذ ديسمبر 1982.
* الخريطة رقم 1 للمناطق الاقتصادية الخاصة لشرق المتوسط طبقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
* الخريطة رقم 2 للمنطقة الاقتصادية الخاصة بتركيا مع ليبيا طبقا للاتفاق الغير قانوني بين إردوغان والسراج.