عندما يفتقد المسئولون للأنسانية يصبح الموظف قاتلا” بلا رحمة .
أسيوط / نجوى راغب
رغم ما يحدث لنا وللعالم أجمع من فيروس كورونا لكن للأسف لم نتعلم الدرس جيدا” . ولم نستوعب أن الأنسانية والرحمة فوق كل القوانين . لم تشفع آلام المريض ولا توسلات الأهل أمام طغاة جامعة أسيوط
ولم تتأثر قلوب موظفي الأمن ولو للحظة واحدة أمام شاب في مقتبل العمر يفتك به الألم أمامهم دون رحمة أو شفقة منهم .
أصبح الخوف من الرئيس أو المدير قد يدفعنا للأشتراك في القتل دون رحمة وأصبح الخصم من الراتب هو الشبح الذي من أجله نقتل ما تبقى بداخلنا من أنسانية كانت من الأساس مشوهة .
لا أستطيع أن أصف ما حدث بأننا في غابة ويحكمنا قانون الغاب لأنني لا أستطيع أن أتهم حيوانات الغابة بهذه التهمة الشنيعة .
أصبحنا أداة في صورة بشر تتحرك وتنفذ التعليمات بمنتهى الغباء واللا انسانية . وأصبح الخوف من سيطرة المسئول دافع قوى لأقتلاع جذور الرحمة من قلوبنا .
لا أستطيع أن ألقي باللوم كاملا على موظف يخشى بطش رئيسه لكن لابد من أن أوجه الأتهام مباشرة إلى ذلك الديكتاتور الذي لا يدري كيف تكون الأدارة في العمل .
أذا كان سوء إدارتكم سوف تجدون له مبرر كاذب وهو الخوف من أنتشار فيروس كورونا فأحب أن أوضح لكم أن أنتشار فيروس كورونا بهذا الشكل كان بسبب سوء إدارتكم وسوء تصرفاتكم وإدارة أزمات فاشلة منكم .
فلا تجعلوا من فيروس كورونا شماعة لفشل إدارتكم ..
نحن الآن أمام المطالبة بالقصاص ممن تسبب في وفاة شاب بمقتبل العمر جعلوه قربانا” يتقرب به موظفي الأمن للديكتاتور الأكبر خوفا” وتجنبا” لبطشه معهم .
أعلم جيدا” أن كبش الفداء هم موظفي الأمن أنفسهم وأن الديكتاتور سوف يجد ألف مخرج لديكتاتوريته .
كما أعلم أيضا” أنه كان هناك أختيارين لموظفي الأمن وكان عليه أختيار أحدهم وهم .
الأختيار الأول :- دخول المريض بسرعة لمحاولة إنقاذ حياته
دون الخوف من بطش الديكتاتور حتى وأن كان فيها خصم من الراتب أو النقل لمكان آخر .
الأختيار الثاني :- تنفيذ تعليمات الديكتاتور والمشاركة في وفاة الشاب حتى لا يلحق بهم أذى الديكتاتور وبطشه .
وللأسف الشديد ، موظفي الأمن قرروا الأختيار الثاني وتركوا الشاب يصارع الألم أمامهم دون شفقة أو رحمة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قوة بطش وجبروت الديكتاتور .
أضم صوتي لأهل ذلك الشاب المسكين وأطالب بالقصاص العادل أولا” من صاحب التعليمات اللا أنسانية ثم من موظفي الأمن الذين أصبح الخوف على رواتبهم مثل الشبح القاتل .
أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة دون أن أوضح تفاصيل المأساة . لكن أعذروني فبداخلي بركان غضب لن ينطفئ أبدا بسبب ديكتاتورية رؤساء الأقسام بجامعة أسيوط .
وإليكم تفاصيل المأساة .
ظل أهل الشاب إسلام شحاتة أكثر من ثلاثة ساعات يتوسلون للأمن حتى يدخل هذا الشاب المصاب بجلطة دماغية بعد أن قام الدكتور حمدي التلاوى بتحويله من عيادته الخاصة إلى مستشفى الجامعة نظراً لخطورة حالتة ، تحركوا به الى مستشفى الجامعة وإذ بالأمن يرفض دخولهم بسبب تعليمات عميد كلية الطب بعدم دخول أى مرضى، ظلوا قرابة الثلاث ساعات يتوسلون لأفراد الأمن دون جدوى ومات إسلام أمام بوابة مستشفى جامعة أسيوط وكان هو القربان المقدم من قِبل الأمن لعميد كلية الطب بجامعة أسيوط .
في النهاية لا يسعني إلا أن أقدم خالص العزاء لأهل الفقيد وأدعوا الله أن يحتسبه عنده من الشهداء وأن يربط على قلب ذويه ويلهمهم الصبر والسلوان .