متابعة/ انتصار حسين
أعلنت وزارة الداخلية التونسية اليوم الأحد اعتقال العشرات من الشبان
إثر مواجهات ليلية تجددت في تونس العاصمة ومدن أخرى
رغم فرض حجر صحي تام في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
واعتقلت قوات الأمن طيلة ثلاثة أيام عشرات الشبان خلال هذه المواجهات.
أفاد المتحدث باسم الداخلية التونسية أن أعمارهم تتراوح بين 14 و17 عاما.
وشهدت أحياء شعبية في العاصمة تونس وبنزرت ومنزل بورقيبة وسوسة ونابل وسليانة مواجهات.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توثقها
وتبرز أعمال عنف بين الشبان والشرطة وأعمال نهب طالت عددا من المتاجر بعد أيّام قليلة على الذكرى العاشرة للثورة.
اندلعت اضطرابات ليليّة جديدة الأحد في حيّ التضامن الشعبي بضاحية تونس العاصمة،
كما في كثير من المدن التونسيّة الأخرى، تمّ خلالها إلقاء حجارة قابلتها قنابل غاز مسيل للدموع،
على الرغم من الحجر الصحّي المفروض.
وإذا كان الحجر العامّ المفروض لأربعة أيّام في مواجهة فيروس كورونا
والذي ينتهي الأحد قد خنق هذا العام ذكرى الثورة،
إلّا أنّه لم يحل دون حصول إضرابات لم تُعرف دوافعها الدقيقة بعد.
وتأتي الاشتباكات في سياق من عدم الاستقرار السياسي وتدهور الوضع الاجتماعي في تونس
وأظهرت تسجيلات الفيديو شبّانا في مدن عدّة يحرقون إطارات ويوجّهون إهانات للشرطة أو ينهبون متاجر.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، عزا تونسيّون أعمال العنف هذه إلى فشل الطبقة السياسية في تحسين الأوضاع،
ودعا آخرون إلى البحث عن “الجهات التي تقف وراء أعمال الشغب هذه” والتي أدت إلى “إحداث فوضى”.
وأدّت التوتّرات بين الأحزاب الممثّلة في البرلمان إلى إضعاف الحكومة
التي أُجري عليها تعديل وزاريّ السبت لا يزال يتعيّن على البرلمان المصادقة عليه.
والطبقة السياسيّة منقسمة أكثر من أيّ وقت مضى منذ الانتخابات التشريعيّة في 2019،
رغم تفاقم الأوضاع الاجتماعيّة جراء انتشار وباء كوفيد-19 (177231 إصابة منها 5616 وفاة)
وغلاء الأسعار وارتفاع نسبة البطالة والتراجع المستمرّ للخدمات العامّة.
وعادةً ما يشهد شهر كانون الثاني/يناير تحرّكات في تونس،
لأنّ هذه الفترة تُصادف ذكرى عدد كبير من النضالات الاجتماعية والديمقراطية الكبرى.
البنك الزراعي يعلن عن وظائف جديدة لحديثي التخرج