احدث الاخباراخبار مصرالصحهعلم النفس سيكولوجيقسم تنمية الموارد البشرية
الهلوسة الشمية: حالة تجعلك تشم روائح وهمية
ما هي الهلوسة الشمية؟ ما هي أسباب حدوثها؟ ما الأعراض المتوقع ظهورها على الشخص المصاب؟ وما هي طرق علاجها؟ معلومات هامة في هذا المقال.
متابعة / محمد مرزوق
سوف نتعرف في ما يأتي على الهلوسة الشمية (Phantosmia):
ما هي الهلوسة الشمية؟
الهلوسة الشمية هي مشكلة صحية غير شائعة قد تصيب حاسة الشم، لتسبب
شعور الشخص المصاب بها بوجود روائح في محيطه غير موجودة فعليًا. فإذا ما
بدأ المريض بشم روائح لا يبدو أن شخصًا اخر في محيطه قادر على شمها، قد
يكون مصابًا بالهلوسة الشمية.
الأسباب المحتملة للهلوسة الشمية عديدة ومتنوعة، بعضها يتعلق بعوامل
خارجية، مثل تعرض الرأس لإصابة ما، وبعضها الاخر يتعلق بعوامل داخلية، مثل
الإصابة بمشكلة صحية ما.
للهلوسة الشمية نوعان رئيسان، وهما:
-
الهلوسة الشمية المركزية (Central phantosmia): تتضمن حصول تغييرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن حاسة الشم.
-
الهلوسة الشمية المحيطية (Peripheral phantosmia): تتضمن حصول تغييرات في الخلايا العصبية الشمية المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية الشمية إلى الدماغ.
على الرغم من أن الهلوسة الشمية لا تعد مشكلة خطيرة وقد يتعافى المريض
منها تلقائيًا، إلا أنه يفضل استشارة الطبيب عند الإصابة بها، فأحيانًا قد تكون
الهلوسة الحاصلة مؤشرًا على الإصابة بمشكلة صحية خطيرة.
من الممكن للهلوسة الشمية أن تؤثر سلبًا على جودة حياة المريض، لا سيما
وأنها قد تخل بحاسة التذوق لديه، مما قد يسبب مع الوقت مضاعفات مثل:
فقدان الشهية، وفقدان الوزن.
هل الهلوسة الشمية هي ذاتها خطل الشم؟
خطل الشم (Parosmia) هي مشكلة صحية قد تصيب حاسة الشم، ولكنها
مختلفة عن الهلوسة الشمية، فبينما قد تسبب الهلوسة الشمية الشعور بوجود
روائح وهمية، يتسبب خطل الشم في إحداث تغيير على طبيعة الروائح التي يتم
استنشاقها، لتبدو الروائح بالنسبة للمريض مختلفة عما هي عليه في الحقيقة.
أسباب الهلوسة الشمية
هذه أبرز العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بالهلوسة الشمية:
1. أسباب متعلقة بالجهاز العصبي
مثل الأسباب الاتية:
-
الإصابة بإحدى أمراض الجهاز العصبي، مثل: مرض باركنسون، وأورام الدماغ، والاكتئاب، والصرع (Epilepsy)، وصداع الشقيقة، والسكتة الدماغية، والفصام (Schizophrenia).
-
التعرض لحادث أو لإصابة في منطقة الرأس.
يميل المصابون بالهلوسة الشمية المرتبطة بالأمراض العصبية لشم روائح
وهمية غالبًا ما تلازمهم طوال الوقت، وقد يشعر المصاب بوجود هذه الروائح في
فتحتي الأنف، لا في إحداهما فقط.
2. أسباب متعلقة بالجهاز التنفسي
مثل الإصابة بإحدى المشكلات الصحية الاتية:
-
التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.
-
التهاب الأنف (Rhinitis).
-
السلائل الأنفية (Nasal polyps).
-
نزلة البرد أو الانفلونزا.
-
فيروس كورونا المستجد.
يجب التنويه إلى أن الهلوسة الشمية المتعلقة بمشكلات في الأنف غالبًا ما
يميل المصاب بها للشعور وكأن الرائحة التي يستطيع شمها تبدو أقوى في
إحدى فتحتي الأنف مقارنة بالأخرى، ولكن من الممكن لاستخدام علاجات
مثل سائل ملحي أن يخفف من حدة الروائح الوهمية المرافقة للحالة.
3. عوامل أخرى
كما قد ترفع العوامل الاتية كذلك من فرص الإصابة بالهلوسة الشمية:
-
استخدام أنواع معينة من الأدوية.
-
الجنس، إذ تعد الهلوسة الشمية أكثر شيوعًا بين النساء.
أعراض الهلوسة الشمية
من الممكن أن تتراوح طبيعة الروائح الوهمية التي قد يشمها المريض بين روائح
زكية وطيبة وأخرى كريهة ومثيرة للغثيان، ولكن غالبية الأشخاص المصابين بهذه
الحالة يميلون لشم روائح وهمية كريهة بشكل خاص، وغالبًا ما يتم وصف هذه
الروائح على أنها:
-
روائح كيميائية.
-
روائح شبيهة برائحة مياه الصرف الصحي.
-
روائح عفنة.
-
روائح احتراق.
قد يتمكن المريض من شم هذه الروائح إما في إحدى فتحتي أنفه أو في كلتيهما، وقد تظهر هذه الروائح في بعض الحالات بوتيرة متقطعة وفي حالات أخرى قد تلازم هذه الروائح الوهمية حاسة الشم لفترات طويلة.
تشخيص الهلوسة الشمية
لتشخيص الإصابة بالهلوسة الشمية، يتم اتباع الاتي:
-
إخضاع المريض لفحص جسدي، يتم من خلاله فحص منطقتي الرأس والعنق بشكل خاص.
-
سؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها.
-
تحري وظائف حواس المريض المختلفة بفحوصات أخرى.
-
إخضاع المريض لبعض الفحوصات الأخرى، مثل: عملية تنظير الأنف (Rhinoscopy)، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
طرق علاج الهلوسة الشمية
تعتمد طريقة العلاج على السبب الذي أدى لتحفيز الإصابة بهذا النوع من
الهلوسة من الأصل، فمن الممكن أحيانًا لعلاج بعض المشكلات الصحية التي
أدت للإصابة بالهلوسة الشمية أن يساعد على التعافي من الحالة.
وهذه بعض الطرق العلاجية التي قد يتم اللجوء إليها عمومًا:
-
الانتظار، فقد تتلاشى هذه الحالة أو قد تخف حدتها مع الوقت دون أي تدخل طبي.
-
استنشاق السائل الملحي في المنزل بانتظام.
-
استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: الستيرويدات، وبعض الأدوية المخصصة لتضييق الأوعية الدموية في الأنف.
-
الخضوع لبعض أنواع العمليات الجراحية، مثل عملية حج القحف (Bifrontal craniotomy).