قرر موقع فيس بوك امس الجمعة تعليق حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لعامين، لافتا إلى أنه تلقى العقوبة القصوى لانتهاكه قواعد المنصة على خلفية الهجوم الدامي الذي شنه داعمون له على مبنى الكابيتول.
وسيكون التعليق لمدة عامين ساريا اعتبارا من 7يناير عندما حظر حساب ترامب في المنصة، وهو يأتي بعد أن قال مجلس الرقابة المستقل في فيس بوك إنه تجب مراجعة الحظر الذي فرض حينها إلى أجل غير مسمى.
وقال نائب رئيس الشئون العالمية على فيسبوك نك كليغ “نظرا لخطورة الملابسات التي أدت إلى تعليق (حساب) السيد ترامب، نعتقد أن أفعاله تشكل انتهاكا صارخا لقواعدنا وتستحق أقصى عقوبة متاحة بموجب بروتوكولات الإنفاذ الجديدة”.
كما أوضح الموقع أن الشخصيات السياسية ستعاقب أسوة بالمستخدمين الآخرين إذا انتهكت قواعد المنصة الاجتماعية، وخصوصا في حال التضليل الإعلامي.
ومع انتهاء تعليق حساب ترامب لمدة عامين، سيكلف فيس بوك خبراء بتقييم ما إذا كان نشاطه على الشبكة الاجتماعية لا يزال يهدد السلامة العامة، وفق كليغ.
وقال المسئول “إذا قدرنا أنه لا يزال هناك خطر جسيم على السلامة العامة، فسنمدد التقييد لفترة محددة وسنواصل إعادة التقييم حتى يتراجع هذا الخطر”.
عندما يتم رفع تعليق ترامب، سيواجه عقوبات صارمة، يمكن أن تتصاعد بسرعة وصولا إلى الشطب الدائم من الشبكة الاجتماعية لخرق القواعد، وفق كليغ.
وأضاف “نعلم أن قرار اليوم سيتعرض لانتقادات من قبل العديد من الأشخاص من الجانبين المتعارضين للطيف السياسي”.
وتدارك “لكن مهمتنا هي اتخاذ القرار بطريقة متناسبة وعادلة وشفافة قدر الإمكان، بما يتماشى مع التعليمات التي قدمها لنا مجلس الرقابة”.
وكان مجلس الرقابة المستقل قد قال الشهر الماضي إن فيس بوك كان محقا في حظر ترامب بسبب تعليقاته بشأن الهجوم الدامي في 6 كانون الثاني/يناير على مبنى الكابيتول، لكن ينبغي للمنصة ألا تطبق “عقوبة غير محددة وبلا قواعد للتعليق إلى أجل غير مسمى”.
من جهته، رأى ترامب امس الجمعة إن تعليق حسابه لمدة عامين على موقع فيس بوك “إهانة” للناخبين، مجددا التأكيد أن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سُرقت منه.
وقال الرئيس السابق في بيان إن “قرار فيس بوك إهانة لـ75 مليون شخص (…) صوتوا لنا في الانتخابات الرئاسية المزورة لعام 2020”. وأضاف “ينبغي عدم السماح لهم بالإفلات بهذه الرقابة وكم الأفواه، وفي النهاية سنفوز. لا يمكن لبلدنا تحمل هذه الانتهاكات بعد الآن!”.
لكن أنجيلو كاروسون من مجموعة “ميديا ماترز فور أميركا” ذات الميول اليسارية، وصف قرار فيس بوك بأنه خطير، قائلا إنه إذا تمت إعادة ترامب “ستبقى المنصة قدرا يغلي بالتطرف والتضليل والعنف”.
وشجب نشطاء في مجموعة تطلق على نفسها اسم “مجلس الرقابة الحقيقي على فيس بوك”، الخطوات الأخيرة للشبكة الاجتماعية باعتبارها متأخرة وغير كافية.
وقالت المجموعة في بيان “لم يحتج فيس بوك إلى مجلس رقابة بتكلفة 130 مليون دولار وفريق من أساتذة القانون ليخبروهم أن الديكتاتوريين والمتسلطين كانوا يعيثون فسادا في منصاتهم”.
تم تعليق حسابي ترامب على فيس بوك وإنستاغرام بعد نشره مقطع فيديو أثناء هجوم مؤيدين له على مبنى الكابيتول رافضين لخسارته في الانتخابات، توجه فيه لهم بالقول “نحبكم، أنتم مميزون جدا”.
ومنح المجلس ستة أشهر لتبرير سبب وجوب أن يكون حظره دائما، ليلقي بذلك الكرة في ملعب رئيس الشركة مارك زاكربرغ ويسلط الضوء على نقاط الضعف في خطة التنظيم الذاتي للمنصة.
وشدد زاكربرغ على إيمانه بأن الشركات الخاصة ينبغي ألا تتحول جهة قضائية عندما يتعلق الأمر بما يقوله الناس.