أول تحدي أمام رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد فصائل فلسطينية تدعو إلى “يوم غضب”
أعطت الحكومة الإسرائيلية الجديدة موافقتها على تنظيم “مسيرة الأعلام” الثلاثاء بإشراف مجموعات يمينية متطرفة بالقدس الشرقية، فيما لا يعرف بعد مسار هذه المسيرة وسط مخاوف من توترات بين المتظاهرين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي المقابل دعت فصائل فلسطينية إلى “يوم غضب”، وتمثل هذه المسيرة أول تحدي أمام رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت الذي “أطاح” بـ”معلمه” بنيامين نتانياهو.
تنظم مجموعات يمينية متطرفة اليوم الثلاثاء مسيرة في البلدة القديمة المسورة في القدس الشرقية وحولها، في مراسم تلويح بالأعلام، قد تؤدي إلى تأجيج التوتر مع الفلسطينيين في المدينة المتنازع عليها وتفجير العنف مرة أخرى بين إسرائيل ومسلحي غزة.
وجرى تحويل مسار المسيرة الأصلية يوم العاشر من مايو في اللحظات الأخيرة بعدما أدى التوتر في القدس إلى إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صواريخ باتجاه المدينة المقدسة، وردت إسرائيل بضربات جوية على غزة.
واتهمت جماعات يمينية إسرائيلية حكومتها بالإذعان لحماس، وحددت موعدا آخر للمسيرة بعد صمود الهدنة.
وتمثل مسيرة يوم الثلاثاء، التي من المقرر أن تبدأ الساعة السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (15:30 بتوقيت غرينتش) تحديا فوريا لرئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت، الذي تولى المنصب الأحد لينهي حكم الزعيم المخضرم بنيامين نتانياهو الذي استمر 12 عاما وهو رقم قياسي. وكان وزير الأمن الداخلي في حكومة بينيت قد وافق على المسيرة الاثنين.
ومن شأن تغيير مسار المسيرة أو إلغائها أن يعرض الحكومة الإسرائيلية لاتهامات من نتانياهو، الذي انضم لصفوف المعارضة، وحلفائه من اليمين بمنح حماس حق الاعتراض على فعاليات في القدس.
وقال النائب اليميني المتطرف إيتمار بن جفير على تويتر: “حان الوقت لكي تهدد إسرائيل حماس لا أن تهدد حماس إسرائيل”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الشرطة ستسمح للمشاركين بالتجمع خارج باب العامود في المدينة المسورة، لكنها لن تسمح لهم بعبوره إلى الحي الإسلامي الذي يغلب على سكانه الفلسطينيون.
ومن المؤكد أن التوترات ستكون شديدة سواء تم تغيير المسار أم لا،وهناك خطط للاحتجاجات الفلسطينية في السادسة مساء (15:00 بتوقيت غرينتش) عبر قطاع غزة، ودعت حركة حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفلسطينيين للتدفق على البلدة القديمة للتصدي المسيرة.
ووضع الجيش الإسرائيلي الاستعدادات لتصعيد محتمل في غزة بسبب المسيرة، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية. ومنعت السفارة الأمريكية في القدس موظفيها وعائلاتهم من دخول البلدة القديمة يوم الثلاثاء.
وفي مقابل هذه المسيرة، دعت الفصائل الفلسطينية، التي وصفت المسيرة بأنها استفزاز إلى “يوم غضب” في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وحذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تجدد الأعمال العدائية إذا مضت المسيرة قدما.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية على تويتر “نحذر من التداعيات الخطيرة التي قد تنتج عن نية قوة الاحتلال السماح للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين بالمضي قدما في مسيرة الأعلام في القدس المحتلة غدا”.
ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية، التي تضم البلدة القديمة، عاصمة لدولة يسعون لإقامتها في الضفة الغربية المحتلة وغزة.
وتعتبر إسرائيل، التي ضمت القدس الشرقية في خطوة لم تحظ باعتراف دولي بعد احتلالها المنطقة في حرب عام 1967، المدينة بأكملها عاصمتها.