متابعة/ روناء علي
مع حلول الساعة الثامنة من مساء أمس السبت، كان الأجواء طبيعية وهادئة على كورنيش الوراق حيث تقع كنيسة العذراء مريم التي تربطها في أذهان السكان ذكريات كثيرة، بينما يستعد الضابط الشاب ذو الأصول الصعيدية، ملازم أول أحمد عادل لتسليم خدمته لزميله بعد عمل مرهق امتد لـ 12 ساعة متواصلة دون كلل أو ملل، وأثناء مراقبة الحركة أمام الكنيسة، ورد التحيات على مرتادي الكنيسة والشارع، وتوجيه أفراد قوته لمنع انتظار السيارات أمام الكنيسة، ومن ذلك مرافقة أحد كبار السن ومساعدته في الدخول لأداء العبادة، وفجأة صوت انفجار ضخم يثير الفزع لدى الجميع.
في ثوان معدودة أدرك الضابط مصدر الانفجار وتبين أن الصوت جاء من الداخل، فهرول إليه دون تردد رغم ابتعاد الجميع.. “صوت الانفجار كان ضخما لدرجة أنه دفع أحد أفراد القوة وطرحه أرضا” – بحسب شاهد عيان.
ووسط نيران ودخان كثيف يخرج من غرفة لوحة تحكم الكهرباء، اختطف “عادل” الأسلحة والذخيرة الموجودة داخل الغرفة، قبل أن تصل إليه النيران قبل أن وتتفاقم أزمة جديدة.. رؤية الناس لشجاعة الضابط دفعهم إلى المساعدة “كل واحد حاول يساعد بطريقته اللي جاب طفاية الحريق بتاعت عربيته واللي جري جاب طفايات الحريق اللي في المحلات المجاورة للكنيسة، وفي اللي طلع جاب طفاية من شقته وكانوا بيدوها للضابط.. الجميع وقفوا ومحدش كان يعرف يفرق وقتها مين المسلم ومين المسيحي الكل كان بيساعد”- وفق رواية شهود العيان.
على مدار 15 دقيقة، أفرغ الضابط الشاب نحو 20 طفاية حريق للسيطرة على النيران الصاعدة من لوحة التحكم، محاولا ملاحقة ألسنة اللهب قبل أن تصل إلى الكنيسة أو المنازل المجاورة لها، إلى أن كللت مبادرته بالنجاح قبل أن تصل قوات الحماية المدنية.
محاولات الضابط للسيطرة على الحريق وعدد الطفايات التي استخدمها من أجل هذا الغرض تسبب في تحول لون “بدلته السوداء” إلى بيضاء من تأثير مسحوق الإطفاء، لتشعل صوره التي نشرها أهالي الوراق له بعد نجاحه من إنقاذ الكنيسة مواقع التواصل الاجتماعي وسط احتفاء من روادها، كما احتفى أهالي الوراق بالضابط إلا أنه كان يرد “ده شغلي ومكان خدمتي .. والحمد لله ربنا ستر”.