أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها استضافت اجتماعا للجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» فى أنقرة، أمس الأول، بحث «خطوات إحلال السلام فى البلاد».
وقالت الوزارة التركية، فى بيان، إن الاجتماع انعقد بناءً على طلب الجانب الليبى، وبوساطة من البعثة الأممية فى ليبيا.
وأضافت أنه جرى خلال الاجتماع تقديم إحاطة حول خطة عمل أقرتها اللجنة فى جنيف فى 8 أكتوبر، تتضمن إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا تدريجيًا.
وحسب البيان، تناول المشاركون أيضًا الخطوات الممكن اتخاذها من أجل إحلال السلام والاستقرار والأمن فى ليبيا، بالإضافة إلى «التأكيد على علاقات الصداقة والروابط التاريخية العميقة بين تركيا وليبيا، وضرورة استمرار دعم الجهود الرامية لضمان وحدة أراضى ليبيا ووحدتها الوطنية».
وفى 4 نوفمبر، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا الاتفاق على إنشاء آلية اتصال وتنسيق فعالة لإخراج المقاتلين والمرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.
على صعيد الانتخابات، قال أبوبكر مردة، عضو مجلس مفوضية الانتخابات الليبية، إن المفوضية ستستأنف على قبول طعن سيف الإسلام القذافى ضد استبعاده من قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة الليبية.
وقال مردة، فى تصريحات لـ«العين الإخبارية» الإماراتية، إن محكمة سبها قبلت طعن سيف الإسلام وقضت بإعادته إلى السباق الرئاسى، الخميس الماضى، إلا أن المفوضية ستستأنف اليوم أو غدا على قرار الطعن بعد دراسة أسباب رفض قرار المفوضية باستبعاد المرشح سيف الإسلام.
ونوه بأن المفوضية ستقدم استئنافا فى الطعون بحق جميع من استبعدتهم المفوضية فى القوائم الأولية، ولكن القضاء رفض بعض استئنافات المفوضية وأرجع بعضهم إلى السباق الرئاسى.
وأشار إلى أن باب الطعون الابتدائية أغلق ولكن باب طعون الاستئناف لم يغلق بعد، وأنه يفترض المرحلة النهائية للطعون الانتخابية وفق الخطة الزمنية للعملية الانتخابية ستكون يوم الثلاثاء 7 ديسمبر الجارى، ما لم يكن هناك طارئ يؤثر على سير إجراءات لجان الطعون الاستئنافية.
من ناحية أخرى، قرر مجلس الأمن الدولى منح إذن سفر لدواعٍ إنسانية لكلٍّ من أرملة معمر القذافى، صفية فركاش (والدة سيف الإسلام)، وابنته عائشة، وابنه محمد.
وأشار المجلس إلى أن قرارًا يسرى ابتداء من الأول من ديسمبر حتى 31 مايو 2022، حيث يجوز للثلاثة السفر دون قيود لدواعٍ إنسانية، خلال هذه الفترة، بشرط تقديم معلومات حول سفرهم قبل وبعد شهر من موعد الرحلة.
ويلزم قرار مجلس الأمن الدولى الدول التى تسمح لهم بالسفر إلى أراضيها أو المرور عبرها، بإخطار اللجنة المعنية بمجلس الأمن فى غضون 24 ساعة بعد وصولهم أو مرورهم، عبر إشعار كتابى، يتضمن تاريخ دخولهم والمدة المتوقعة لإقامتهم.
من جانبه، قال معهد «تشاتام هاوس» البريطانى الدولى إن ليبيا تشهد «منافسة صفرية» على السلطة، فى خضم الانتخابات المزمع عقدها أواخر الشهر الحالى، على الرغم من الدعوات المؤيدة للانتخابات سواء داخليا أو خارجيا.
وأوضح المعهد، الذى يعرف نفسه بأنه معهد سياسى رائد عالميًا مهمته مساعدة الحكومات والمجتمعات على بناء عالم مستدام آمن ومزدهر وعادل، أن انتخابات 24 ديسمبر 2021، من المقرر أن توفر «حكومة وطنية موحدة وشرعية لليبيا لأول مرة منذ 2014»، لكن هذا التركيز قصير النظر على تشكيل حكومة جديدة، يحجب حقيقة أن النجاح لا يتمثل فى مجرد وجود تلك الحكومة، بل ما يمكنها تحقيقه»، خاصة أن «هناك القليل من الوضوح حول كيفية عمل أدوار ومسؤوليات المناصب الرئيسية فى العملية.
وشدد المعهد على ضرورة إنشاء وسائل لبدء المصالحة الوطنية ومعالجة مصادر الصراع داخل القطاعين الاقتصادى والأمنى لتحقيق أى مكاسب مستدامة، وحتى لا يتكرر ما حدث فى 2014، من «حرب أهلية فى أعقاب الانتخابات البرلمانية مع ظهور حكومات متنافسة».
وتابع المعهد أن أولئك الذين فى مواقع السلطة يرون فى الانتخابات فرصة للتقدم أو التجديد الذاتى، لكنهم يضعون «أولوية لحماية وضعهم الحالى فى حالة انهيار العملية»، وضرب مثلا برئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبد الحميد الدبيبة، وكيف كان يتحدث حول أن «الاستقرار» يجب أن يسبق الانتخابات، مشيرا إلى «التماس الدبيبة الدعم» من خلال تطبيق السياسات الشعبوية، مثل منحة دعم الزواج وبدء إعادة الإعمار من خلال مشروع «إحياء الحياة»، ومع ذلك فإن طرح هذه العقود أثار الدهشة. ويرى منتقدوه أن هذه المشاريع ليست أكثر من سلسلة من المكاسب، باستخدام الأموال العامة للحصول على الدعم السياسى.
وقلل المعهد من احتمالات فوز قائد الجيش الليبى المشير خليفة حفتر بالانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن أغلب الأصوات الانتخابية تتكدس فى غرب ليبيا، وليس شرقها.
ويرى المعهد أن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، منافس لحفتر، فى الانتخابات رغم أنه «فعل الكثير لتسهيل ترشيح حفتر».
ويرى المعهد أيضا فى تقريره أن احتمالات فوز سيف الإسلام القذافى بانتخابات الرئاسة الليبية «محدودة للغاية» بسبب الطبيعة المجزأة لما يسمى بـ«الخضر»، لكن عودة ظهوره تشكل تحديًا إضافيًا لحفتر، حيث يتنافسان على دعم نفس الجماهير.
ويشير المعهد إلى أن الإصرار القوى للمبعوث الأمريكى الخاص إلى ليبيا، وسفيرها، ريتشارد نورلاند، على إجراء الانتخابات بأى وسيلة ضرورية يوحى بأن الانتخابات ستحدث، لكن الخلافات القانونية حول العملية تهدد الآن بعرقلة مسارها.
ويرى المعهد أن من غير المرجح التوصل إلى نتيجة حاسمة فى الانتخابات المقبلة، بالنظر إلى مستوى الانقسام داخل ليبيا، مضيفا «من المشروع أن نسأل عما يمكن أن تتغير بالفعل الانتخابات المخطط لها.. بالنظر إلى مستوى التشرذم داخل ليبيا».
ولا يرجح التوصل إلى نتيجة حاسمة، فيقول إن «هناك القليل من الوقت للوافدين الجدد على الساحة السياسية لإحداث تأثير، وهذا هو مستوى الخلاف حول معايير العملية نفسها بحيث سيكون من السهل على المتنافسين الليبيين التنصل من النتائج».
ويقول المعهد إنه «بالنظر إلى التزام المجتمع الدولى بإجراء الانتخابات، يجب عليه الآن أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ العملية التى بدأها.. وتوضيح الأسئلة المفتوحة حول تسلسل الاقتراع ونقل السلطة والتوضيحات حول أدوار ومسؤوليات المناصب الرئيسية قبل 24 ديسمبر».
ويضيف أن الانتخابات تشكل جزءًا مهمًا من العملية السياسية فى ليبيا، ولكنها ليست العنصر الوحيد، إذ يتضمن هذا قبول أن الحكومة الجديدة لن تتصدى لكل هذه التحديات المسببة للانقسام دون النظر فى المساعدة من المجتمع الدولى.