متابعة/ روناء علي
تلقى الألمان وعودا بتشكيل حكومة جديدة مع اقتراب عيد الميلاد، ومع تلألؤ الأضواء الاحتفالية على الأشجار في الحي السياسي في برلين، يبدو أنهم سينعمون بتحقق تلك الوعود.
وستؤدي المجموعةالتي تنتمي لقوى سياسية مختلفة، بعد موافقة أعضاء الأحزاب الثلاثة النهائية، اليمين الدستورية الأربعاء، وستفسح حقبة أنغيلا ميركل الطريق رسميا لعصر جديد في ظل الزعيم الديمقراطي الاشتراكي أولاف شولتز.
وسمي الائتلاف الجديد بـ”ائتلاف إشارات المرور” إشارة إلى ألوان الأحزاب المعنية: (الأحمر) الاشتراكيون الديمقراطيون الذين يناصرون المجتمع العادل، و(الأصفر) الديمقراطيون الأحرار الذين يدافعون عن التجارة والصناعة، وحزب الخضر.
وسيتعين عليهم المضي قدما، مع تعرض ألمانيا لموجة رابعة شديدة من فيروس كوفيد، والقيود المشددة بشكل متزايد على الحياة العامة.
التركيز على تغير المناخ
سيتغير كل شيء في ألمانيا سياسيا، وإذا سمح للحكومة الجديدة بالمضي قدما فسيكون هناك تغيير اجتماعي بعيد المدى أيضا. إذ إنها تريد ألمانيا أكثر إنصافا وليبرالية، وتضع معالجة تغير المناخ في صدارة أولوياتها.
وسوف يتم بموجب خطط الأحزاب الثلاثة:
-
تسريع التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030 على عكس الهدف السابق، وهو عام 2038
-
وجوب توفير 80 في المئة من كهرباء البلاد من مصادر طاقة متجددة بحلول عام 2030.
-
توفير 15 مليون سيارة كهربائية على الطرق في ألمانيا في نفس التاريخ، بحسب ما يريده التحالف
-
وهناك مقترحات اجتماعية كبيرة وسخية أيضا، مثل سهولة الوصول إلى الرعاية الاجتماعية، وزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 12 يورو في الساعة.
القنب وسن التصويت
لكن يبدو أن الناخبين منقسمون حول بعض الخطط الأخرى، مثل تقنين الحشيش، واقتراح التحالف إنهاء قانون قديم يمنع الأطباء من الإعلان عن خدمات الإجهاض.
ولا يبدو أن خطة تخفيض سن الاقتراع من 18 إلى 16 قد استحوذت على خيال الجمهور أيضا. إذ وافق 30 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع على الفكرة.
وهناك اقتراح آخر مثير للجدل، سواء في الداخل أم في الخارج. إذ ترغب الأطراف الثلاثة في إجراء إصلاح شامل لنظام الهجرة في ألمانيا، وكذلك إصلاح سياسة اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
وتريد الحكومة الجديدة تشجيع الهجرة، وتحسين حقوق الأشخاص الذين يطلبون اللجوء هنا، وتسهيل حصول الأجانب على الجنسية.
مكانة ألمانيا في العالم
ولكن إلى أي مدى ستبدو ألمانيا مختلفة بالنسبة إلى الخارج، وماذا تعني الحكومة الجديدة لأوروبا وبقية العالم؟
يتوقع، على مستوى الخطاب السياسي، على الأقل، اتخاذ مواقف أكثر صرامة إلى حد ما من دول مثل روسيا والصين.
ويشير اتفاق الائتلاف على وجه التحديد إلى انتهاكات حقوق الإنسان في الصين، فضلا عن المطالبة بالعودة إلى الدولة الواحدة وسياسة النظامين لهونغ كونغ، ودعم تايوان.
ويتماشى هذا مع موقف الاتحاد الأوروبي، لكن المعلقين يشيرون إلى أن اللغة تمثل خروجا نوعا ما عن حقبة ميركل.
وفيما يتعلق بالدفاع، هناك التزام بزيادة الإنفاق، على الرغم من عدم ذكر هدف الناتو البالغ 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على وجه التحديد.
وقد خففت المخاوف في بعض الأوساط الدولية من احتمال ابتعاد الحكومة الجديدة الأكثر تشددا في برلين عن التزاماتها النووية تجاه التحالف العسكري الغربي.
وستبقى ألمانيا جزءا من اتفاقية المشاركة النووية للناتو، وستواصل استضافة الأسلحة النووية الأمريكية، وكذلك استبدال الطائرات الألمانية القديمة القادرة على حملها.
ويشك الكثيرون في أن تكون إدارة شولز، من وجهة نظر واشنطن أو باريس أو طوكيو، مختلفة اختلافا جوهريا عن إدارة أنغيلا ميركل.
زر الذهاب إلى الأعلى