بقلم: آلاء محمود
الأمراض النفسية أكثر ضررًا من الأمراض العضوية، لماذا ؟
المرض العضوي يُمكن تحديد مكان الألم والسبب الرئيسي، ولكن هذه الأمور لا تحدث مع الأمراض النفسية عمومًا، وسوف نُحدثكم اليوم عن موضوعنا وهو ” الإكتئاب ”
الإكتئاب من الموضوعات التي شغلت الطب النفسي في الفترة الأخيرة، فالإكتئاب يُصعب تحديد تعريف له، يُصعب ملاحظته بشكل واضح خصوصًا في المراحل الأولي من بداية مرض الإكتئاب، هناك مجموعة من العوامل أو الأعراض التي تظهر علي مريض الإكتئاب ولكن الحالات تختلف من مريض لأخر، في البداية دعوني أُعرفكم ما هو مرض الإكتئاب بشكل علمي:
يُصعب تحديد تعريف لمرض الإكتئاب ولكن بوجه عام عُرِف بأنه إضطراب نفسي يشعر فيه المريض بالحزن الشديد لفترات طويلة، ويبتعد تمامًا عن الأشياء المُبهجة أو حتي الأشياء التقليدية.
وعرفته( المكتبة القومية الأمريكية للطب NLH ) أنه مرض نفسي طبي يُمكن عِلاجة وفسروا هذه العبارة بِأنه :
– كلمة طبى: يُقصد بها مرض مُعترف به من قِبل الطب ليس خيال، إذ أنه يؤثر علي حياتك وعقلك وجسمك.
– يُمكن عِلاجه : إستخدام بعض مضادات الإكتئاب بالإضافة إلي جلسات العلاج النفسي وتغيير السلوك.
وتعريف اخر للإكتئاب أنه : إضطراب مزاجي ينطوي علي شعور مُستمر بالحزن وفقدان الإهتمام، ويختلف عن تقلبات المزاج التي يُعاني منها الناس بإنتظام كجزء من الحياة.
الإكتئاب ليس ضُعفًا ولا يُمكنك ببساطة التخلص منه، وقد يتطلب الإكتئاب عِلاجًا طويل الأمد.
أسباب الإكتئاب كثيرة ولا يُمكن حصرها، وإليكم بعض الأسباب :
يُمكن أن تؤدي الأحداث الحياتية الكُبري مثل الحوادث الشديدة أو المصائب أو فقدان شخص عزيز أو الصدمات الحياتية أو خسارة عمل أو فشل مشروع وغيرها من الأسباب الكثيرة التي تؤدي إلي الإكتئاب.
الإكتئاب مشكلة مستمرة وليست عابرة تحدث من نوبات تستمر خلالها الأعراض لمدة أسبوعين علي الأقل، ويمكن أن يستمر الإكتئاب لعدة أسابيع أو شهور أو سنوات.
هل سألت نفسك من قبل، هل يوجد فرق بين الحزن و القلق و الإكتئاب ؟
الكثير يعجز عن التفريق بين الثلاثة، والبعض يصف أن الحزن الذي يتعرض له بأنه إكتئاب، ولكن ما الفرق !
– الحزن: يُقصد به الشعور الذي يُصيب الإنسان عند التعرض لبعض المواقف، فهو شعور مؤقت يختفي مع مرور الوقت ولكن يظل الفرد قادرًا علي الشعور بالسعادة والضحك في بعض الأوقات، ولا يستمر الحزن لأكثر من إسبوعين علي عكس الإكتئاب.
– القلق: يُمكن تعرفيه علي انه الشعور بالضغط والخوف المُستمر من إحتمالية حدوث شئ ما.
يُعتبر القلق والإكتئاب وجهان لِعملة واحده ( من ناحية علمية )، يتشابهان في نقص مستوي ” السيروتونين وهو نوع من المواد الكيميائية التي تُساعد علي نقل الإرشارات إلي منطقة الدماغ ” في المخ، ينبعان من نفس الضعف البيولوجي، القلق يجعل الإكتئاب أسوأ.
مرض الإكتئاب له مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تُميزه مثل:
– إحساس عدم القيمة حيث، يشعر المريض بمجموعة من المشاعر السلبية، كَكُره الذات أو الشعور الدائم بالذنب
– النوم لفترات طويلة، فهذه من علامات الإكتئاب المميزه للتهرب من حالة الحزن والضيق، إذ تطول مُدة النوم عن المعدل الطبيعي المعروف.
– صعوبة شديدة في التركيز، النسيان وفقدان التركيز من الأمور التي يعاني منها الكثير، وتتطور في حالات الإكتئاب فينسي المريض التفاصيل البسيطة المُتعلقة بحياته.
– تغيرات ملحوظة في الشهية، يتغير وزن المريض بالزيادة او النقصان.
– إرهاق ونقص في الطاقة، الشعور الدائم بالإعياء والإرهاق، فلا يستطيع المريض أن يقوم بالمهام التقليدية.
– سرعة الغضب، يتغير مزاج المريض بسرعة دون وجود أي سبب مقنع، فيتحول من شخص هادئ إلي شخص عنيف وذلك بسبب شعوره الدائم بالقلق.
– الشعور ببعض الآلام دون تفسير، حيث يشعر المريض بالعديد من الآلام الحادة بدون أي سبب عضوي، مثل آلام الرقبة والظهر وغيرها.
– التفكير في أفكار عدوانية والموت والإنتحار، تُغلق الحياة أبوابها علي مريض الإكتئاب فيشعر أن لا ملجأ له إلا الموت.
– عزلة عامة، يشعر بالرغبة الشديدة في الإنعزال عن الأخرين حتي أقرب الناس إليه.
– الإستيقاظ المستمر ليلًا، هذه المشكلة يعاني منها الكثير، وهذه المشكلة ليست خاصة بمرض الإكتئاب فقط ولكن بكثير من الأمراض النفسية.
تُعاني النساء من الإكتئاب ضعف الرجال، وهن أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق والشعور بالذنب وتجنب الصراع وقلة إحترام الذات والضعف، كما أن هناك أشكال من الإكتئاب تحدث للنساء فقط مثل إكتئاب ما بعد الولادة، وإكتئاب ما قبل إنقطاع الطمث، وإضطراب ما بعد الطمث.
يُمكن علاج الإكتئاب عن طريق العلاج الدوائي أو العلاج النفسي والأفضل هو إستخدام المسارين في العلاج وبهذا يتحقق التكامل في عملية العلاج.
زر الذهاب إلى الأعلى