بقلم . الكاتب والشاعر ا. محمد ابراهيم الشقفي
(بنت الصعيد)
اختارت هذا اللقب الفذ المهيب بكامل إرادتها فاحترمت رغبتها وجعلته عنواناً لمقال يحكى جزء ضئيل من رحلة الصعود إلى القمة ثم سولت لى نفسى أمرا فتحسست بحثاً مالدافع من وراء مسمى بنت الصعيد فوجدت ضالتى بعد صبر جميل.
كفاح الجريح ونضال الأمل لقد أجتمعن فى أعماق فتاة طموحة من جذور قرى قلب مصر إننى قد استبشرت خيراً كلما أبصرت وجه امرأة من الريف والحضر ولو كانت من بدو الصحراء والغجر رأيت كيف هى تاج مرصع بصفات حميدة .
أعود لصاحبة العرس الملكي التى سمعت ماقيل عنها فأيقنت قيمتها واستيقظت من غفلة الوهم حقا إنها بصمة فى عقول مغيبة استنارت على شمعتها ووجدت ضالتها قلوب غلف فقدت يوماً هويتها فكيف أسطر كلمات ولاتكفيها كتب ومؤلفات. بدأت مشوارها العلمى التى كاد أن ينتهى قبل أن يلتقت أنفاس الهمس من الهواء كل هذا فى دائرة الحياة المكبلة بسياج الشوك وقلة الموارد المادية فالأب خفير نظامى بالمعاش والأم سيدة الدار المتواضع وفتاة الصعيد المتفوقة ترى حلم الصغر يوشك على الإنيهار من عثرات الحياه وقلة الزاد.
لم تزل الأقدام تحملها حتى أبواب الثانوية التجارية رغم مجموعها الكبير فصابرت حتى تفوقت حصلت على المركز الأول بأسيوط والمركز الثاني على مستوى الجمهورية فكانت شرارة الثورة على نفسها ضد الأستسلام بعدها رفضت النظرة السطحية للتعليم المتوسط حصلت على معهد فنى بتفوق وأخيراً وليس أخرا التحقت بكلية التجارة جامعة أسيوط . ليس بسرعة البرق الخاطف ولابين عشية وضحاها أصبح الحال كما نراه بعين الحقيقة بل بالجهد والثقة بالنفس أستمرت فى منهجها أمنت بفكرها كونت عقيدتها أنها صاحبة هدف واضح لم تقف بل تابعت السير على جمرات الدنيا وخاضت تجربة الدراسات العليا حتى أنصف العدل مسيرتها بباقة من الزهور فعينت بعد حصولها على الماجستير مدرس مساعد بالجامعة المصرية.
سرد كله أشتياق محطة تلو الأخرى من حلم الطب إلى تأهيل الدكتوراه بتخصص مختلف والآن بعد بلوغ مرمى الهدف لم تكن نهاية المطاف نظرة حين ميسرة أبت على نفسها أن تحرم غيرها من ثمار النعم فاستثمرت وقتها لقضاء حوائج الناس وطلبة العلم فنظمت دورات تدريبية لغير القادرين فحاضرت بمنصات مختلفة كدروب العلم وبحر الخيرات وعلى الصعيد العربي أعطت نتائج ومؤشرات مطمئنة لكفأة الأداء فتقلدت أكثر من منصب بداية من منسق مساعد للجنة العليا مروراً بعضوية الإتحاد الشبابى للجمهورية الجديدة ثم تواجدها كعنصر فعال ومؤثر ببرنامج أماكن لها تاريخ لتحكى لنا عن حقائق غائبة عن الأذهان رسالة لمن جهل تاريخ بلده.
لم تنسى جذورها العميقة ذات التربية السليمة والتى أثرت فيها بالإيجاب كونت فريق للموهوبين لمساعدتهم في الوصول إلى بر الأمان وبمنة من الرحمن وقع عليها الأختيار لتصبح عضو شباب سفراء مصر .
لقد ضربت أمثلة رائعة من نساء الصعيد تواجدوا على الساحة السياسية والفنية وغيرها عظماء لريادة أعمالهم قامات يحتذى بخلقهم وفكرهم ورسالتها النبيلة أمثال هدى شعراوي ومنى مكرم عبيد والفنانتين المبدعتين كريمه مختار وثناء جميل .
عاهدت الله أن تخصص من وقتها الثمين لطلبة العلم فى مجالات السلوك التنظيمي والتنمية البشرية لقد تحملت وواجهت فيض الألم كانت تعمل ليل نهار ولم تخجل بل شرفت كونها كانت مدرسة ومعلمة يومها شاق وطويل تختمه بالعمل بمحل تجارى ويتوسطه عمل بدنى وإرهاق عقلى مامعدن هذه الفتاة وكيف جعلت من التراب ذهب بالعلم نرتقي إن كان بيننا ملائكة تمشى علي الدروب ولا والف لا للحمقى الذين يرفضون عمل المرأة المباح الذين ينظرون للصعيد دون تمعن وتدبر فهم لايعروف قيمة أهل الصعيد نساء ورجال هيهات هيهات بما وفيما يفكرون فالصعيد قلب مصر الجسور ونساءه أصحاب فضل وأولو علم وأعلام بين الأمم نساءنا وبناتنا أمهاتنا وأولوا الأرحام.
وودت أن أطيل ولكن لا أعلم إلا القليل إننا أمام نهر جارى من العطاء المستمر فضلاً وليس أمراً إنتبهوا على حالها لم تنسى أولو الفضل فمدحت بثناء جميع أعضاء هيئة التدريس بكلية التجارة جامعة أسيوط لما لهم من مواقف تشجيعة نبيلة لها تقديراً لجهودها المبذولة وهدفها المشروع ظلوا معها حتى حققت نجاحاً كبيراً فأطلق لها طيف العنان حتى تقلدت العديد من المناصب التى تستحقها بجدارة لتكن محررة صحفية لأكثر من جريدة نحن نقدر ونثمن دور المرأة المصرية من أقصى الشمال للجنوب حتى الحدود عار علينا أن نفرط فى جواهرنا النفيسة وخاصة كنوز الصعيد .
أتشرف بذكر اسم من سردت أوصاف الخلق فيها بمداد الجمال إمرأة تسكن جزر إمبراطورية الصعيد معنا قدوة وقيمة أخرى رفعت راية نساء مصر بعدما شربت من ماء النيل الدكتوره/ شرين محمد من نوابغ محافظة أسيوط بنت الصعيد.