إحدى جُزر إندمان الهندية، تبلغ مساحتها نحو 72 كيلومترًا تقع في خليج البنغال التي تتبع إدارتها للهند، هذه الجزيرة مُحاطة بالأعشاب المرجانية ومغطاه بالغابات.
جزيرة تفرض حظر الزيارة لها من قبل العالم الخارجي، هذه الجزيرة عاقبت كل من حاول أن يدخلها بالقتل وبأبشع الطُرق، تفرض الحظر للعامة ومن يدخلها يضع نفسه تحت القانون خاصةً مع الطفرة التي نعيشها في زمن التطور والتكنولوجيا.
جزيرة ” نورث سينتينيل ” لا أحد يعرف لها لُغة ولا عاداتها وتقاليدها أو حتي المُعتقدات الدينية، ولكن ما يُعرف عنها أن الاشخاص الذين يعيشون بها يمشون شِبه عُراه تقريبًا ويتغذون على الأطعمة البحرية وإقامة حفلات الشواء على الشواطئ، وأنهم يرفضون جميع الزائرين بإستخدام العنف، واحيانًا يصل الأمر الى القتل بالسهام السامة والمناجل الحادة.
هذه الجزيرة صالحة للسكان والإستخدام البشري منذ أكثر من 60 الف سنة، ولكن هناك تضارب حول عدد السكان بها، فمُعتقد أن عدد سكانها تقريبًا في المِئات.
هذه الجزيرة واحده من أضعف القبائل على هذا الكوكب، ويمكنهم الإصابة بالأمراض التي من الممكن أن تمحينا جميعًا، فهذه القبائل هى السلالة الوحيدة الباقية من أول البشر في آسيا وهم شقوا طريقهم من أكثر من 75 ألف سنة، من أفريقيا إلى الشرق الأوسط، واستوطنوا في ” بورما والهند ” وفي نهاية الأمر وصلوا إلى جُزر إندمان، وانتقلوا إلى جزيرة ” نورث سينتينيل “
سكان هذه الجزيرة يصطادون السلاحف والأسماك بالرماح والسهام والأقواس، كما تجمع النساء الدرنات وجوز الهند والتوت والمحار، و في فصل الصيف يجمع الأهالي العسل ويلطخون أجسادهم بإستخدام عجينة ورق طرية خاصة بهم، ويعيشون في أكواخ بدائية صغيرة.
مُنذ أكثر من ألف سنة تم الإتصال الأول بهذه الجزيرة، من قبل المستكشفين الصينيبن والعرب.
وفي القرن الثالث عشر كتب المستكشف ” ماركو بولو ” عن أهالي هذه المدينة وقال أنهم ” أكثر الرحال عنفًا ووحشيةً ”
سنة 2004 عندما حدثت كارثة توسونامي التي شهدتها البلاد وقتها، كان المثير للدهشة أن هذه الجزيرة بمن فيها نجت من هذه الكارثة التي قُتل فيها أكثر من 250 ألف شخص.
أكدت بعض المصادر أن عداء هذه الجزيرة للغرباء يعود للماضي لإحداث وقعت سنة 1980م، حيث تم قتل الكثير من أفراد هذه الجزيرة.
جميع محاولات الإتصال مع هذه الجزيرة بائت بالفشل ولم يتردد أحد منهم في مهاجمة الطائرات التي تقوم بالإستطلاع حيث يتم قذفها بالحجارة والسهام الناريةولم يتم حتي الآن الحصول على آى صورة أو مقطع فديو من داخل الجزيرة، ومعظم الصور التي إلتُقِطت لها غير واضحه وذلك لأنها التقطت من بعيد.
ففي عام 2018 قرر المبشر المسيحي ” جون تشاو ” الذي قرر اختراق عزلة قبائل هذه الجزيرة، فقام بالإتفاق مع احد الصيادين ولكنه رفض خوفًا من قتله، وحينها قرر تشاو أن يكمل بمفرده فأكمل طريقه سابحًا، وعند وصوله إلى هناك قدم لهم الكثير من الهدايا حتي يحسسهم بحسن نيته، ولكن ما حدث كان على عكس توقعاته، فكانت معاملتهم حادة أكثر من اللازم، فقرر أن يبقي يوم واحد يحاول فيه مجددًا أن يوصل لهم رسالته، ولكن هذا القرار أدى إلى قتله بسهم مسموم.
وَوِفقًا لما يفتقره سكان هذه الجزيرة من المناعة الطبيعية ضد امراض العالم المُتمدن، قررت الحكومة الهندية، حظر الإقتراب من جزيرة ” نورث سينتينيل ” التي يرفض سكانها التواصل مع العالم الخارجي.
وهكذا توقف بهم الزمن عند مرحلة معينة عاش فيها الإنسان في العصور القديمة.