ما هي طائفة أوم شينريكيو اليابانية التي أعدم 13 من أفرادها؟
أعلنت وزارة العدل في اليابان عن تنفيذ حكم الإعدام بستة من أفراد طائفة “أوم شينريكيو” صباح الخميس 26 يوليو/تموز 2018 .
وسبق أن أعدم الزعيم السابق للطائفة شوكو أساهارا وستة من أعضائها لدورهم في هجوم بغاز الأعصاب على مترو طوكيو عام 1995.
وكان شوكو أساهارا على رأس قائمة من 13 صدرت أحكام بإعدامهم بسبب الهجمات التي أسفرت عن مقتل 13 وإصابة نحو 5800 آخرين.
وارتكبت الطائفة سلسلة من الجرائم منها هجمات متزامنة بغاز السارين على مترو طوكيو في مارس/ آذار 1995. ومحاولات هجوم بسيانيد الهيدروجين.
واستخدمت الطائفة غاز الأعصاب (السارين) عام 1994 وأطلقته في مدينة ماتسوموتو بوسط اليابان في إحدى ليالي الصيف في محاولة لقتل ثلاثة قضاة كان من المقرر أن يصدروا أحكاما تتعلق بالجماعة.
وفشل الهجوم في تحقيق هذا الهدف واستخدمت فيه شاحنة لنشر الغاز لكن الرياح وزعته في حي سكني مما أدى إلى مقتل 8 وإصابة 600 آخرين.
فما هي طائفة أوم شينريكو ومن هو مؤسسها شوكو أساهارا ؟
كان أساهارا معلم يوغا فقد بصره جزئيا وصدر حكم بإعدامه عام 2004 بعد إدانته بثلاثة عشر اتهاما منها الهجمات بالغاز على قطار الأنفاق بالإضافة إلى جرائم قتل.
أسس طائفة أوم شينريكو ( وتعني الحقيقة السامية) في 1987 وهي تقوم على مزيج من الأفكار البوذية والهندوسية والتنبؤات بيوم القيامة.
وتؤمن الطائفة بأن نهاية العالم وشيكة وكل من هو خارجها سيذهب إلى الجحيم إلا لو قتل على يد أعضاء الطائفة.
وذكرت صحيفة جابان تايمز إن زعيم الطائفة أساهارا جعل الهجوم بمثابة “محاولة مقدسة لتطهير الأرواح الملعونة في هذا العالم”.
ومن الأمور التي قالها أساهارا لأتباعه إن الولايات المتحدة ستهاجم اليابان وتحولها إلى مكب للنفايات النووية.
وقال أيضا إنه سافر عبر الزمن حتى عام 2006 وتحدث إلى أشخاص في ذلك الوقت عن تفاصيل الحرب العالمية الثالثة.
وحصلت الطائفة على الصفة القانونية في اليابان عام 1989 وونجح اساهارا في استمالة الكثيرين حول العالم من خلال كتبه والمحاضرات التي كان يلقيها في االجامعات. وبلغ عدد المنتمين للطائفة في أوج مجدها عشرة آلاف على الأقل في اليابان وخارجها.
وكان أغلب أتباعه في اليابان طلابا في أرقى الجامعات، وقد قيل الكثير عن وعود الطائفة بضمان حياة ذات معنى للشباب الذين يشعرون بضغوط دراسية كبيرة ولا يتطلعون إلا إلى المزيد من الضغوط بعد تخرجهم.
وتحولت الجماعة تدريجيا إلى طائفة عدمية سوداوية تؤمن بأن العالم سيفنى في حرب عالمية ثالثة وأنها وحدها ستنجو من تلك المحرقة.
كما أصبحت تنحو بشكل متزايد نحو العنف والاختطاف والإعتداء على مناوئيها وقتلهم، وحتى استخدام الأسلحة الكيميائية والجرثومية في الهجمات التي كانت تشنها.
ما الذي جرى في طوكيو؟
في العشرين من آذار / مارس من عام 1995، وخلال فترة ذروة الازدحام، نثر أتباع الطائفة محتويات أكياس مليئة بغاز الأعصاب بعد أن ثقبوا الأكياس باستخدام مظلات ذات مسامير حادة وذلك عند خطوط قطارات المترو المارة من خلال الحي السياسي في العاصمة اليابانية.
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصا وإصابة الآلاف.
القبض على إمرأة ” عضو في طائفة يوم القيامة” باليابان
وفي الأشهر التالية، نفذ أتباع الطائفة عدة هجمات فاشلة لاطلاق غاز سيانيد الهيدروجين في عدة محطات للمترو.
صدم هجوم 1995 المجتمع الياباني الذي كان يفاخر بتماسكه وقلة الجرائم التي تقع داخله، كما أثار أسئلة حول اخفاقات الشرطة في التحقيق في الادعاءات التي كانت قد وردت سابقا حول نشاطات أوم شينريكيو في السابق.
وحوكم العشرات من أتباع الطائفة بتهمة الضلوع في ذلك الهجوم، وحكم على 13 منهم بالاعدام بمن فيهم أساهارا نفسه.
وكان آخر من حوكم بتهمة الضلوع في هجوم السارين كاتسويا تاكاهاشي الذي اعتقل في حزيران / يونيو 2012 بعد أن ظل فارا لمدة 17 عاما، وقد حكم عليه بالسجن المؤبد.
كما سجن عضو آخر، وهو ماكوتو هيراتا، في عام 2014 لخطفه رجلا يبلغ من العمر 68 عاما وتورطه في عمليتي تفجير.
“اليف”
توارت الطائفة عقب هجوم المترو، ولكنها لم تختف بل غيرت اسمها الى “اليف”. وفي عام 2007، شكل الناطق السابق باسم أوم شينريكيو وخليفة أساهارا، فوميهيرو جويو، جماعة صغيرة اطلق عليها اسم هيكاري نو وا (أي دائرة ضياء قوس القزح).
وادعى جويو أنه نأى بنفسه ومجموعته الجديدة عن عبادة أساهارا.
الإعدام لكيميائي طائفة “أوم” اليابانية
ونفذت المجموعة عمليات في دول الاتحاد السوفييتي السابق في خضم الفوضى التي عمتها بعد انهياره، ولكن المنطقة أصبحت تمثل أهمية متزايدة بالنسبة لها في السنوات الاخيرة.
وفي عام 2016 طردت جمهورية الجبل الاسود 58 اجنبيا يشتبه بأن لهم علاقة بأوم شينريكيو. وكان هؤلاء متجمعون في فندق كانوا قد استأجروه.
كان 4 من الأجانب الـ 58 من اليابان، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في الجبل الأسود، ولكن 43 منهم كانوا من المواطنين الروس، و7 من روسيا البيضاء و 3 من اوكرانيا وواحد من ازبكستان.
يذكر أن أوم شينريكيو تعد جماعة غير شرعية في روسيا، ولكن السلطات الروسية تقول إن عدد أتباعها قد يصل إلى 30 ألف، وهي تقوم بالضغط على الناس لاجبارهم على التبرع لها بالأموال.
وفتح المسؤولون تحقيقا جنائيا، ويقولون إن نشاطات أوم شينريكيو”تتضمن العنف ضد المواطنين والاضرار بصحتهم.”
وماذا عن اليابان ؟
أوم شينريكيو مصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة وعدة دول اخرى، ولكن أليف وهيكاري نو وا تتمتعان بصفة قانونية في اليابان رغم أنهما مصنفتان “ديانتين خطرتين” وتتعرضان لمراقبة دقيقة.
تثبيت حكم الإعدام على زعيم طائفة “أوم” اليابانية
وتشير بعض الاحصاءات إلى ان العدد الاجمالي لأتباع المجموعتين يبلغ 1500، وتشير بعض التقارير إلى أن العدد في ارتفاع.
أساهارا شوكو (2 مارس 1955- 6 يوليو 2018[(باليابانية: 麻原 彰晃) اسمه الحقيقي هو تشيزو ماتسومو (松本 智津夫) حيث ماتسوموتو هو اسم العائلة. ولد في مدينة ياتسوشيرو، محافظة كوماموتو لأسرة لديها من الأبناء سبعة. هو مؤسس جماعة أوم شنريكيو الدينية ومتهم بتنفيذ هجوم بغاز السارين في مترو أنفاق طوكيو عام 1995 وعدد من الجرائم الأخرى.
تلقى أسهارا تعليمه في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة لأن نظره ضعيف للغاية ويكاد يكون أعمى، وتخرج في عام 1977. وبعد فشله في الالتحاق بالجامعة، بدأ ماتسومو في الاشتغال بالطب الصيني ليتحول بعد ذلك إلى اعتناق فلسفة جديدة وخليط من الأفكار الروحية.
في عام 1981 اتهم أساهارا بممارسة الصيدلة دون رخص وحكم عليه بغرامة 200.000 ين ياباني.
بدأ أساهارا بدراسة العديد من المبادئ الدينية، بدأ من الأبراج الصينية، مرورا بالطاوية، إلى أن وصل إلى مفاهيم اليوغا والبوذية الهندية.
تأسيس أوم شنريكيو
بعد رحلة حج إلى منطقة الهيمالايا قام بها في عام 1987 غير اسمه إلى شوكو أسهارا وأطلق على جماعته اسم «أوم شينريكيو»، وترمز «أوم» إلى أحد الرموز الهندوسية المقدسة، بينما تعني كلمة «شينريكيو» الحقيقة المطلقة.
يزعم أسهارا أنه يجسد إلها هندوسي يدعى شيفا، كما تعهد بقيادة أتباعه للخلاص في معركة أرمجدون الفاصلة.
نجح أساهارا في تأسيس فرع لأوم شنريكيو في موسكو ودعم من قبل نائب رئيس الوزراء الروسي في حينها أوليغ لوبوف، وعرضت الراديو الروسية الفدرالية برنامج يومي لأساهارا بين الساعة التاسعة إلى العاشرة مساءً في الفترة بين عامي 1992 و1994.
حادثة غاز السارين
في 20 مارس 1995، قام أعضاء من أوم شنريكيو بتنفيذ هجوم في مترو أنفاق طوكيو باستخدام غاز السارين، أدت إلى مقتل 12 شخص وتأثر الآلاف من آثار الغاز. على أثر هذه العملية اعتقل عشرات المنتمين للجماعة وتم إيقاف نشاط الجماعة نهائيا. كما اعتقل أساهارا شوكو بعد أن وجد في غرفة تابعة للجماعة يتأمل.
تم توجيه تهمة قتل 27 شخص في 13 حادثة منفصلة لأساهارا، حيث تبين أن أساهارا قام بإصدار الأوامر لتنفيذ هجوم مترو أنفاق طوكيو بهدف حسب ادعائه «إزاحة الحكومة وتنصيب نفسه ملكا على اليابان».
في 15 سبتمبر 2006 حكم بالإعدام على أساهارا شوكو بعد محاكمة طويلة دامت ما يقارب عشر سنوات بعد أن رفضت المحكمة الأخذ بمبررات الدفاع الذي شدد على أن أساهارا مختل عقليا لا يمكن التواصل معه على ما ذكرت وسائل الإعلام، ونفذ الحكم بتاريخ 6/7/2018.