متابعة . محمد مرزوق
أجرى فريق منصة “تأكد” بحثاً للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن “إسبانيا أجازت ممارسة الجنس مع الحيوانات طالما لا تؤذيها.
ادعت مواقع ووكالات إخبارية أن “مجلس النواب الإسباني وافق على قانون يجيز ممارسة الجنس مع الحيوانات طالما لا تؤذيها”، إلا أن الادعاء مضلل.
الادعاء
نشرت مواقع ووكالات إخبارية عربية وأجنبية ادعاء بأن “إسبانيا أجازت ممارسة الجنس مع الحيوانات طالما لا تؤذيها”، زاعمة أن ذلك بعد أن “وافق مجلس النواب الإسباني على قانون جديد لحماية الحيوان في 9 فبراير 2023، كان قد اقترحه وزير الشؤون الاجتماعية في إسبانيا”.
ونشرت وكالة “روسيا اليوم” الادعاء عبر موقعا الإلكتروني بتاريخ 21 شباط/فبراير الجاري، مدعية أنه “وفقا للقانون، فإن البهيمية / الزوفيليا (ممارسة الجنس مع الحيوانات)، لا يعد جريمة جنائية كما كان من قبل، بموجب إصلاح القانون الجنائي بشأن القسوة على الحيوانات” وأن “البهيمية” ممكنة وليست مجرمة، بشرط عدم الإضرار بالحيوان.
وحظي الادعاء المشار إليه بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت مواقع ووكالات إخبارية عربية وأجنبية بنشره بالصيغة المذكورة، يمكنكم الاطلاع على عينة منها في قسم “مصادر الادعاء” المرفق بهذه المادة.
دحض الادعاء
أجرى فريق منصة “تأكد” بحثاً للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن “إسبانيا أجازت ممارسة الجنس مع الحيوانات طالما لا تؤذيها”، فتبين أنه ادعاء مضلل.
وأظهرت نتائج البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء باللغتين الإنجليزية والأسبانية أن البرلمان الإسباني وافق في التاسع من شهر شباط/فبراير الجاري على مشروع قانون جديد لحقوق الحيوان. يتضمن تعديلاً لعديد من الفقرات التي كان يشملها القانون القديم والذي يعمل به حتى الآن.
ووصفت صحيفة “elDiario” الإسبانية الادعاء بـ “الخدعة الغريبة” متهمة أحزاب اليمين الإسباني المتطرف بإطلاقها، بعد رد ساخر للمتحدث باسم حزب “Vox” الإسباني “إيفان إسبينوزا دي لوس مونتيروس” على سؤال وجه له خلال مؤتمر صحفي فيما إن كان قانون الرفق بالحيوان الجديد يلغي تجريم البهيمية عندما لا تكون هناك إصابات، قائلاً “نعم فقط نعم”.
وتتعلق النقطة الخلافية المعنية بتعديل القانون الجنائي الإسباني (المادة 337) وعقوبات إساءة معاملة الحيوانات وإساءة معاملتها. حيث يعاقب حاليًا “الاستغلال الجنسي” للحيوانات وتم تغيير الصياغة إلى معاقبة “الأفعال ذات الطبيعة الجنسية … التي تتسبب في إصابة حيوان تتطلب العلاج“، ولم يرد في مقترح القانون الجديد ولا في القانون القديم -المعمول به حتى الآن- كلمة “البهيمية” ، zoofilia بالإسبانية.
ووصفت صحيفة El Diario الإسبانية اليسارية المزاعم بأنها “أخبار مزيفة” ، مشيرة إلى أن التغيير في مشروع القانون الجديد لا يعني إلغاء تجريم البهيمية في إسبانيا لأنه لم يتم تجريمها في المقام الأول.
ونشر موقع الأخبار الاستقصائية الإسباني Newtral تقريرًا شاملاً حول هذه المسألة أيضًا، وأجرى مقابلات مع عدد من الخبراء القانونيين وخبراء حقوق الحيوان الذين خلصوا بشكل عام إلى أنه لا يوجد دليل صريح على أنه سيتم إلغاء تجريم البهيمية في إسبانيا، ولكن هناك بعض الخلاف حول ما إذا كان النص المعدل يمكن أن يعيق بعض الجمل للأفعال الجنسية على الحيوانات.
وبحسب شركة المحامة الإسبانية “SGM“، فإن مشروع القانون الجديد يحظر عرض الحيوانات الأليفة على واجهات المتاجر، ويحظر وضع الكلاب والقطط في أماكن ضيقة، ويفرض على الراغبين بتبني حيوان أليف الخضوع لدورة تدريبية، ولا يسمح بالحيوانات البرية في السيرك أو العروض الترفيهية الأخرى، ويسمح فقط بتربية الحيوانات المرخصة والمراقبة، وحظر اقتناء ببعض الحيوانات كحيوانات أليفة، وحظر أيضاً معارك الديوك.
الاستنتاج
- الادعاء بأن إسبانيا أجازت ممارسة الجنس مع الحيوانات طالما لا تؤذيها ادعاء مضلل.
- الصحافة الإسبانية وصفت الادعاء بأنه “خبر مزيف” مصدره حزب يميني متطرف.
- لم يرد في مقترح القانون الجديد ولا في القانون القديم -المعمول به حتى الآن- كلمة “البهيمية”.
- هذه المادة أدرجت في قسم “تضليل” بحسب “منهجية تأكد”.
المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ: إسبانيا
مراجع التحقق
مصادر الادعاء
لماذا تأكد؟!
منصة تأكد الإعلامية هي منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة، تسعى (تأكد) للوصول إلى مجتمع ديمقراطي يضمن حق الجمهور في الوصول إلى الحقيقة دون تشويه أو تضليل. تم تسجيل منصة (تأكد) في تركيا كمنظمة غير حكومية وغير ربحية تحت الرقم 27-027-110 وباسم “Doğru Medya Derneği” في أواخر عام 2021. بالإضافة إلى ذلك، فإن منصة (تأكد) عضو في الشبكة الدولية لتقصي الحقائق (IFCN) وشريك موثوق لفيسبوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ 2019.