“أمي”
بقلم. مي محمد. سوهاج
“يفقدُ لساني القدرة علىٰ البوح بما في قلبي، وتخنقني كلماتي التي رفضت أن تخرجَ من جعبتي وأكتفت بدموعٍ باتت تتساقط من عيونٍ رأت خطوط العمرِ علىٰ وجنتيكِ، وعناء الأيامِ قد بات علىٰ رأسك، فأنتِ يا أمي ذلك البلسمُ الذي طمس شقاء الأيام من حياتي، فأنتِ مجتلي القريحةِ، ومنبع العطاء، وفي جلستك ألفة، وحديثك كالوضوء يُطفئ وهج الروح، فأنا طفلتك التي كبُرت وأصبحت تسيرُ علىٰ خُطاكِ، قويةٌ. أنا مثلك، وأتحلىٰ بخصالِ الصبر، حتىٰ علامات وجهي صارت ترتسم بملامحك، وصار القلبُ يرقصُ طرباً عند وقع عبارة “تشبهين أمكِ” علىٰ مسمعه؛ لأنها من الكلمات التي يسمعها القلبُ قبل الأذن. وإن لأجمل كلمة يتلفظ بها الكائن البشري كلمة”أمي”، فمهما غمرني ربي بنعمٍ جمّة ستظلين أنتِ أفضلها، فحاشا للغات العالم أن تُعبّر عما أكنه بقلبي من حبٍ لكِ، فأنا وردتُكِ التي أزهرتيها بعد أن أذبلتها مشيئةُ القدر.”