كلام في الحب :
بقلم الدكتور / عصام منصور
يقول إبن القيم رحمه الله : من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه .
أتجاوز قدري فأضيف ” ومن أعجب الحب أن يكون دعوى يكذبها الدليل ”
ففي الحديث الشريف” البينة على من أدعى ”
ولما زعم قوم أنهم يحبون الله ، طالبهم الله بالبينة فقال ” … إن كنتم تحبون الله فاتبعوني .. ” ٱل عمران ٣١
فمن زعم أنه يحب الله ورسوله ، بينما يقوم للصلاة متكاسلا ثقيلا ، فقد أبطل كسله زعم حبه ، وخيف عليه النفاق ” وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ، يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ” النساء ١٤٢
ويبلغ الحب تمامه عندما يملك على المرء نفسه ، فيكون حاله كحال اصحاب النبي ، يجلس أحدهم بين يديه ، يقول له قلبه قبل لسانه
” بأبي أنت وأمي يا رسول الله “.
لا يقدح في هذا الحب معصية يأتيها المحب فيتبعها توبة ، فإن الله يحب التوابين ، والتوابون هم كثيرو التوبة ، وهل تكثر التوبة إلا من كثرة الذنوب ؟!
أما من كانت معصيته لا تبكيه ، وتوبته لا تلحق بها ، ثم زعم أنه يحب الله و رسوله ، فليجب عن هذا السؤال ، قبل ألا يجد جوابا يوم القيامة :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه ؟!
هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
جميل !!
كلام محترم
ربنا يحبنا ويرزقنا حبه بصدق